بدأ رئيس الوزراء الاسباني خوسي ماريا ازنار امس زيارة رسمية لتونس ينهيها اليوم للمشاركة في الدورة الثانية من اللقاءات السياسية السنوية بين الحكومتين التي نصت عليها "معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون" التي توصل لها البلدان في العام 1995. وكانت الدورة الأولى عقدت في العام الماضي في مدريد برئاسة ازنار والوزير الأول التونسي السيد حامد القروي. وقال ازنار لدى وصوله الى تونس امس ان زيارته ترمي الى تعزيز التعاون الثنائي في اطار تكريس اهداف التعاون الاقليمي بين بلدان ضفتي المتوسط. وأجرى القروي وأزنار امس جولة اولى من المحادثات توسعت لاحقاً لتشمل اعضاء الوفدين ركزاها على وسائل تنشيط التعاون الثنائي خصوصاً في المجالين الاستثماري والتجاري والوضع في منطقة الحوض الغربي للمتوسط وآفاق التعاون الأوروبي - المتوسطي في ضوء ندوة باليرمو برشلونة - 3 التي تعقد الشهر المقبل بمشاركة وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي وإثني عشر بلداً متوسطياً بينها تونس. وأفادت مصادر اسبانية ان المحادثات تطرقت ايضاً الى تعطل مسار التسوية في الشرق الأوسط بسبب تعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والدور الذي يمكن ان تلعبه اسبانيا بوصفها الدولة التي استضافت مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، لاعادة المسار الى السكة. ويستقبل اليوم الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الوزراء الاسباني ويجري معه محادثات سياسية، فيما تختتم اللقاءات بين الوفدين الرسميين بتوقيع اتفاقات تعاون جديدة في المجالات الاقتصادية. مستشار النمسا على صعيد آخر يبدأ غداً المستشار النمسوي فكتور كاليما زيارة رسمية لتونس تستمر ثلاثة أيام تلبية لدعوة من القروي. وتندرج الزيارة في اطار جولات يقوم بها كليما تمهيداً لتسلم بلده رئاسة الاتحاد الأوروبي من بريطانيا مطلع الصيف. وهو سيبحث مع المسؤولين التونسيين في آفاق علاقات التعاون بين الاتحاد وتونس في ضوء اتفاق الشراكة الذي توصل له الطرفان في العام 1995 وبدأ تنفيذه الفعلي في آذار مارس الماضي، بالاضافة لوسائل تنشيط التعاون الثنائي والمأزق الحالي لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط.