طهران - رويترز - خرجت صحف ايرانية من الأزمة التي سببها اعتقال رئيس بلدية طهران غلامحسين كرباستشي، وقد زاد انفتاحها وقويت مكانتها. ويأسف صحافيون لكون هذا الأمر لا ينطبق على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية التي يهيمن عليها تقليديون والتي تعرضت لانتقادات حادة لطريقة تعاملها مع القضية. ويقول صحافيون ان الإعلام المسموع والمرئي تناول القضية بطريقة هامشية على نقيض الصحف التي أفردت لها عناوين رئيسية، علماً أنه منذ انتخاب الرئيس المعتدل سيد محمد خاتمي في أيار مايو من العام الماضي تتناول الصحف التطورات السياسية بمزيد من التفاصيل والانفتاح. وقال الصحافي داريوس سجادي ل "رويترز": "منذ انتخاب الرئيس خاتمي نشهد مزيداً من الانفتاح في الصحف والمجلات. لم تتغير القوانين، لكن الجو السياسي يختلف كثيراً مما شجع كثيرين على الحديث بحرية أكثر. ومن الطبيعي عند ولاية ادارة جديدة ان نختبر المياه. حتى الآن اكتشفنا اننا نستطيع الخوض بعمق أكبر في هذه المياه من دون اتهامات توجه لنا من أعلى. لكن التلفزيون لم يتغير كثيراً. لا يزال محافظاً وتمتلكه الدولة. الاذاعة أحسن قليلاً من التلفزيون، لكنها لم تصل الى مستوى حرية الصحافة المكتوبة". وقال عميد نعيني رئيس تحرير مجلة "رسالة اليوم": "نمر بدورات من الحرية والقمع في ايران. الآن توجد حرية أكثر. لكن قبل انتخاب خاتمي كانت الصحف الايرانية تتمتع بحرية أكثر مما كانت عليه في عهد الشاه. بل لا يوجد وجه للمقارنة بين الاثنين من منظور الحرية". وفي مبنى صحيفة "ايران ديلي" التي أصدرتها العام الماضي "وكالة انباء الجمهورية الاسلامية"، أعرب أمين صابوني نائب رئيس التحرير عن اعتقاده بأن التغطية الصحافية أسهمت في الافراج المبكر عن رئيس بلدية طهران. وقال: "انفتحت الصحف. ولكن الاذاعة والتلفزيون لم ينفتحا". وأعرب المحرر السياسي توفيق نيا عن اعتقاده بأنه "لا يزال يوجد خط أحمر. ولكننا ندرك ان هذا الخط الأحمر يبتعد عنا ولا يطبق علينا". ويوجد في ايران حالياً حوالى ألف صحيفة ومجلة وجريدة أدبية، منها 17 صحيفة صباحية وأربع مسائية في طهران في مقابل 5 صحف فقط قبل عشر سنوات. وعلى رغم هذه الحرية الجديدة، فإنه لا تزال توجد حالات عدة لصحافيين مسجونين أو تم اسكاتهم. ويمكن استخدام التخويف للتأثير على محتويات الصحف. وفي ذروة أزمة كرباستشي غارت الشرطة على أقسام جمع الحروف في صحيفة "ايران" وزميلتها "همشهري" اللتين أسسهما رئيس بلدية طهران. وعلقت صحيفة "ايران ديلي" على الخطوة بالقول انه توجد مجموعات سياسية لا تفوت فرصة للنيل من العمود الرئيسي للثورة الثقافية في البلاد وهي الصحافة. وتحدثت عن "ضيوف غير مرغوب فيهم" جاءوا الى صحيفة "ايران ديلي"، "خصوصاً في الوقت الذي تحتاج الأمة الى التسامح والاخلاص لتقوية هياكلها أكثر من أي وقت مضى".