فيينا، لندن - "الحياة"، رويترز - سجلت اسعار النفط في الاسواق الدولية زيادة طفيفة أمس في وقت بدأ فيه وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك مؤتمرهم نصف السنوي للبحث في سبيل لجم تدهور الأسعار التي بلغت في اواخر التعامل أول من أمس مستويات دنيا تاريخية لم تصلها منذ نحو 12 عاماً. وبدأ التعامل في بورصة النفط الدولية في لندن أمس بارتفاع سعر خام القياس البريطاني "برنت" تسليم كانون الثاني يناير نحو 15 سنتاً الى 11.35 دولار للبرميل. وكان سعر النفط تدهور الاسبوع الماضي الى 11.15 دولار للبرميل قبل ان يتحسن نسبيا الى الاسعار التي وصلها خلال اليومين الماضيين. ولكن على رغم التحسن النسبي في اسعار النفط خلال اليومين الماضيين يتوقع المحللون في الاسواق النفطية استمرار تدهور الاسعار بنحو دولار واحد على الاقل اذا قرر وزراء "اوبك" في فيينا اليوم استمرار العمل باتفاق الخفض السابق. وتواجه الدول المنتجة للنفط، التي تعتمد على ايرادات النفط مصدراً اساسياً للدخل، تدهور متوسط سعر النفط الى نحو 13.66 دولار للبرميل خلال السنة الجارية وهو ادنى متوسط سعري يسجله النفط منذ عام 1976. وعند تعديل الاسعار للاخذ في الاعتبار معدلات التضخم يتضح ان اسعار النفط وصلت السنة الجارية الى متوسط مماثل لتلك التي سجلتها عام 1973. ويشكك المحللون في مدى التزام الدول المنتجة في "اوبك" قرارات خفض الانتاج التي توصلت اليها المنظمة في آذار مارس وحزيران يونيو الماضي والتي تقضي بخفض انتاج المنظمة بنحو 2.6 مليون برميل يومياً. وعلى رغم ان الامين العام ل "اوبك" ريلوانو لقمان اصر امس على ان دول "اوبك" التزمت الخفض المقرر بنسبة 90 في المئة، الا ان المحللين يشككون في التزام دول "اوبك" خفض الانتاج. وقال متعاملون في السوق النفطية في لندن ان افضل ما يمكن ان تفعله "اوبك"، بعد استبعاد التوصل الى اتفاق جديد لتبني مزيد من الخفوضات، هو التأكيد على الالتزام التام بالخفوضات الحالية. ويعتبر موضوع خرق كل من فنزويلاوايران اتفاق خفض الانتاج من المواضيع الشائكة في محادثات المنظمة والتي يتوقع ان تسيطر على مداولات الوزراء في فيينا. وتوجه اتهامات الى فنزويلا بتجاوز حصتها لاسباب سياسية محلية تتعلق بانتخابات الرئاسة الشهر المقبل. واعترفت كاراكاس بانها تنتج 125 الف برميل أكثر من حصتها التي حددت في فيينا في حزيران الماضي، فيما قالت مصادر في الصناعة النفطية ان فنزويلا تتجاوز حصتها بنحو 400 الف برميل يومياً. ونظراً الى ان الانتخابات ستجري خلال اسبوعين لا يتوقع ان تبحث فنزويلا في خفوضات جديدة في فيينا. ولا تستبعد اسواق النفط ان تتراجع ايران عن وعودها بتقليص انتاجها النفطي نظراً الى انها تقول دائماً ان انتاجها ضعيف اساساً. وبدأ وزراء "اوبك" بعد ظهر أمس جلسة مغلقة تمهيداً لبدء الاجتماع الرسمي في وقت لاحق أمس. وقبل الاجتماع تواصلت اللقاءات الثنائية بين الوزراء في فنادق العاصمة النمسوية وسط جو متوتر. وقبل بدء محادثات فيينا أمس قال مصدر خليجي ان السعودية ترى ان تمديد العمل بالاتفاق الحالي لستة أشهر اضافية هو نتيجة طبيعية لاجتماع فيينا. وتطالب السعودية بالالتزام بالكامل بالخفوضات السابقة قبل اتخاذ اجراءات جديدة. واعتبر وزير النفط الليبي عبدالله البدري أمس انه يجب على "اوبك" ان تخفض انتاجها بمقدار مليون برميل او اكثر يومياً اضافة الى الخفوضات الحالية. ورأى خبراء نفطيون ان دول المنظمة ال 11 يجب ان تخفض انتاجها بما يزيد على مليون برميل اضافية لخفض المخزون الهائل في الاسواق ومواجهة ركود الطلب العالمي على النفط