استقرت اسعار النفط عند مستوى 63 دولاراً للخام الاميركي بعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الاحتفاظ بمستوى انتاجها الحالي البالغ 24.84 مليون برميل يومياً حتى موعد المؤتمر الوزاري في فيينا، في 9 أيلول (سبتمبر) المقبل. واصدره وزراء النفط والطاقة في الدول الاعضاء بيانا ختاميا، عقب اجتماعهم في فيينا امس راجعوا خلاله وضع السوق النفطية وتوقعات العرض والطلب في 2009 خصوصاً للربعين الثالث والرابع، التي عرضها الأمين العام للمنظمة عبدالله البدري، وجاء في البيان «ان التأثير الواسع للركود العالمي المستمر، ادى الى ضعف الطلب على النفط، وهو سيستمر لفترة من الوقت». ولاحظ الوزراء أنه منذ منتصف 2008 شهد نمو الطلب أول انخفاض له منذ مطلع الثمانينات. ولفت البيان الى أن وزراء «أوبك»، وعلى رغم ارتياحهم لنتائج قراراتهم في شأن مستوى الانتاج، التي استهدفت اعادة التوازن بين العرض والطلب، لاحظوا ان هناك كميات من النفط الفائضة على الطلب. وشددوا انه على رغم ذلك فإن المخزون النفطي العالمي انخفض في الشهرين الأخيرين، لكنه لا يزال في مستوى عال. وافاد انه على رغم مؤشرات اقتصادية ايجابية تناولت احتمال الخروج من الركود قبل نهاية السنة، فإن العالم لا يزال يواجهه انتاجاً صناعياً ضعيفاً وتراجعاً في التبادل العالمي وارتفاعاً في البطالة. وقرر ت المنظمة الاستمرار في مراقبة دقيقة للأسواق من أجل الحفاظ على استقرار السوق وعلى مستوى سعر عادل للنفط. وقال ل «الحياة» نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة القطري عبدالله العطية: «صحيح أن هناك انخفاضاً في الطلب لكن هناك مخزوناً مرتفعاً يتوقع أن يبدأ في الانخفاض في الشهور المقبلة في ضوء بعض النمو المتوقع». واضاف أن أعضاء «أوبك» التزموا قرارات خفض الانتاج بنسبة 80 في المئة، وهي نسبة تاريخية مشيراً الى أن «أوبك»، منذ اجتماعي الدوحة ثم وهران، استطاعت التزام الخفوضات التي كانت اقرتها ولو أن هناك تبايناً في الالتزام لأسباب فنية. وعن مستوى الاسعار الحالية، قال العطية «إنها نتيجة أمرين، احدها العودة إلى المضاربة وتحول المستثمرين إلى أسواق السلع، والثاني التحسن الملحوظ في الطلب». وقال وزير النفط النيجيري ريلوانو لقمان إن «أوبك» متفائلة بحذر في شأن ارتفاع الطلب. وافادت مصادر مطلعة ان هناك مليون برميل تشكل فائضاً في الانتاج اليومي بحيث تم خفض 3.2 مليون برميل من اصل 4.2 مليون برميل يومياً تم اقرار خفضها في الدوحةووهران. وقال وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان الارتفاع الاخير لاسعار النفط يشكل «مؤشر تفاؤل» على استعادة الاقتصاد العالمي عافيته. ولاحظ الامين العام للمنظمة الليبي عبدالله البدري في حديث الى تلفزيون «رويترز» ان الطلب بدأ ينتعش في الولاياتالمتحدة. واعتبر وزير النفط الفنزويلي رافائيل راميريز ان السوق تعاني من فائض مليون برميل يوميا وان الاسعار ستتحسن فور احترام الاعضاء حصصهم. وسجل سعر برميل النفط امس في التبادلات الآسيوية 63 دولاراً، لكنه تراجع في نيويورك الى 63.01 دولاراً من 63.45 دولارا، كما تراجع سعر خام القياس الاوروبي «برنت» في لندن 50 سنتا بعد قرار «اوبك» الى 62 دولارا.