أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تصريح أدلى به عقب اللقاء الذي عقده مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس امس، انه عازم "على جعل كل شيء في خدمة اقامة دولة فلسطينية في الرابع من ايار مايو 1999"، فيما عبر شيراك عن استعداد فرنسا وأوروبا للمساهمة في الدعم المادي الذي يحتاجه تطوير الدولة الفلسطينية. وعبر عرفات الذي يقوم بزيارة رسمية الى العاصمة الفرنسية عن شكره لشيراك على موقفه "الذي نعتز به الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته والى جانب السلام في الشرق الأوسط". وقال انه وضع الرئيس الفرنسي في صورة مجمل ما تم حتى الآن من تنفيذ لاتفاق واي ريفر، معبراً عن شكره للاتحاد الأوروبي وللحكومة الفرنسية على ما يقومان به لتنفيذ هذا الاتفاق. وأشار الى ان المبعوث الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس "لم يفارقنا أثناء محادثات واي ريفر وكنا على اتصال يومي به نستمع الى آرائه ويستمع الى تقاريرنا، ولكن نحن نحتاج الآن الى جهد الرئيس شيراك ولجهد الاتحاد الأوروبي والجهد الدولي من أجل التنفيذ الأمين والدقيق لما تم التوقيع عليه". وشدد على ضرورة التنفيذ "الدقيق والأمين"، وذكر على سبيل المثال ان السلطات الاسرائيلية أطلقت مئة من المعتقلين السياسيين الفلسطينيين الذين كانوا في سجونها في حين ان الپ150 الآخرين الذين أطلقوا هم من معتقلي الحق العام، اضافة الى استمرار الاعمال الاحادية الجانب مثل مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، وحصار مدينة بيت لحم ومحاولة تهويد مدينة القدس. وأكد عرفات انه عازم على العمل بكل السبل على انشاء الدولة الفلسطينية في نهاية الفترة الانتقالية التي تنتهي سنواتها الخمس في الرابع من أيار 1999، مثمناً الموقف الفرنسي والأوروبي والمجتمع الدولي من القرارات الدولية المتعلقة بهذا الشأن. وأضاف: "أنتم تعرفون ان الشعب الفلسطيني صبور ولكن للصبر حدوداًَ". واعرب عن أمله ببدء المفاوضات حول الوضع النهائي. وصرح شيراك من جانبه بأن فرنسا تقدر حق التقدير اللفتة المتمثلة في كون فرنسا وجهة الرحلة الأولى التي يقوم بها عرفات من مطار غزة الدولي، معتبراً انها "لفتة صداقة تنزل في نفوسنا أجمل موقع". وقال انه إ ضافة لما ذكره عرفات في تصريحه، حول القضايا الراهنة فإنه يرغب في اضافة أمر واحد هو ان فرنسا تأسف بشدة لكون اتفاق اوسلو لم يكن موضوع الاحترام والالتزام، ولكن نظراً لما كانت عليه الأوضاع فإن فرنسا تعتبر ان الوفد الفلسطيني وعرفات فاوضا على أكمل وجه في واي ريفر ودافعا على أكمل وجه عن المصالح الفلسطينية. ووصف السياسة الفلسطينية بأنها "ذكية وذات صدقية" مؤكداً ان فرنسا تؤيدها تأييداً تاماً، وان الاتحاد الأوروبي بأكمله يشاطر الفرنسيين هذا الرأي. وشدد شيراك من جانبه على ضرورة احترام التعهدات التي قطعت في واي ريفر روحاً ونصاً، وعلى أهمية حشد الوسائل المالية الضرورية لضمان الاستثمارات التي يحتاجها تطوير الدولة الفلسطينية. وقال ان فرنسا وأوروبا "ستشاركان بالطبع وبكل السخاء الممكن في تشييد هذه البنى"، معبراً عن أمله بأن يسمح اتفاق واي ريفر بإعادة احياء الأمل الذي كانت ولدته سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين. وحضر اللقاء ومأدبة الغداء التي أقامها شيراك على شرف عرفات، الوزير نبيل شعث والمفوضة الفلسطينية في فرنسا ليلى شهيد والناطق باسم الرئيس الفلسطيني مروان كنفاني، فيما حضر من الجانب الفرنسي مستشار الرئيس جان فرانسوا جيرو ورئيس دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية جان كلود كوسران. وفي وقت لاحق، توجه عرفات الى فندق "كريون" حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك الموجود في باريس لحضور القمة الفرنسية - الافريقية، كما التقى رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان. وقال مصدر مطلع لپ"الحياة" ان محادثات عرفات وشيراك اتسمت بأجواء من الارتياح والمودة وان الرئيس الفلسطيني روى مطولاً مفاوضات واي ريفر واجواءها وتطور المناقشات خلالها، وان الجانبين أبديا رغبة وحرصاً على احترام الاتفاق الذي انبثق عنها وتطبيقه. وأشار الى ان المحادثات تناولت ايضاً الاجتماع المقبل الذي ستعقده الدول المانحة في واشنطن وكذلك اجتماع لجنة تنسيق المساعدات الدولية الذي يعقد في كانون الثاني يناير المقبل في عاصمة أوروبية لم تحدد بعد