علق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تنفيذ المرحلة الأولى من انسحاب الجيش الاسرائيلي من أراض في الضفة الغربية المقررة هذا الاسبوع الى ان يتراجع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن تصريحات ادلى بها خلال اليومين الماضيين في شأن اعلان قيام الدولة الفلسطينية واستخدام السلاح كوسيلة لتحرير القدس. وقال نتانياهو ان حكومته ستعقد جلسة لها غداً الأربعاء لتقويم قرار التعليق في ضوء الرد الفلسطيني على التوضيحات التي طالب بها نتانياهو عرفات بخصوص اعلان الدولة الفلسطينية واشهار السلاح لتحرير القدس. وجاءت اقوال نتانياهو في خطاب افتتح فيه جلسة للبرلمان الاسرائيلي الكنيست خصصت لمناقشة مذكرة واي ريفر تمهيداً للتصويت عليها مساء اليوم الثلثاء قبل الشروع في عملية اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي بعد غد الخميس. وقال نتانياهو: "اورشليم القدس ستبقى عاصمة اسرائيل الموحدة الابدية وعمرها ثلاث آلاف عام ولم تكن يوماً عاصمة لشعب سوى الشعب اليهودي". وكان نتانياهو اكد انه "لن يمر مر الكرام" على تصريحات الرئيس عرفات التي قال فيها "ان بنادقنا جاهزة وسنشهرها اذا اعاقونا من الصلاة في القدس الشريف"، مجدداً عرفات حق الفلسطينيين في اعلان قيام الدولة الفلسطينية في الرابع من ايار مايو في العام 1999 مع انتهاء موعد فترة المرحلة الانتقالية من اتفاقات اوسلو. ودافع نتانياهو عن اتفاق واي ريفر الذي وقع في واشنطن الشهر الماضي بعد مفاوضات طويلة. وقال ان "اتفاق واي يزيل الاخطار الكامنة في اتفاق اوسلو" وأشار الى ان الفلسطينيين اعتقدوا بأنهم سيحصلون على معظم الأراضي حسب اتفاق اوسو "ولكنهم الآن يعلمون ان المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار لن تتجاوز نسبتها واحداً في المئة". وعاد نتانياهو وأكد ان اتفاق واي ريفر "يضمن استمرار السيطرة الأمنية الاسرائيلية على 82 في المئة من الضفة الغربية فيما يبقي السيطرة الاسرائيلية الكاملة على 60 في المئة منها". وكانت قد تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بخرق اتفاق واي ريفر قبل يومين فقط من البدء في تنفيذ الاتفاق وسط دعوات رسمية اسرائيلية الى الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية. وقال نتانياهو: "لن ننفذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار إذا لم يعدل الفلسطينيون عن تصريحاتهم المناقضة لاتفاق واي". وتمادى وزير خارجيته ارييل شارون أمس عندما دعا المستوطنين اليهود "وجميع الاسرائيليين" الى الاستيلاء على التلال المحيطة بالمستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية قبل انسحاب الجيش الاسرائيلي من 13 في المئة من مساحة الضفة الغربية وفقاً لما نصت عليه مذكرة واي ريفر في اطار المرحلة الثانية من اعادة الانتشار. وقال شارون خلال لقاء مع ممثلي المنظمات اليهودية الاميركية في مكتبه امس: "قررت الحكومة الاسرائيلية عدم اقامة مستوطنات جديدة ولكنها قررت توسيع ودعم المستوطنات القائمة وتطويرها". وأضاف: "أدعو الجميع الى الاستيلاء على التلال المحيطة بالمستوطنات واكبر قدر من الأراضي الفلسطينية لأننا إذا لم نضع أيدينا على هذه الأراضي فستكون في أيدي الفلسطينيين"، مشدداً على "ضرورة اتخاذ قرارات عاجلة، خصوصاً بعد سماعنا التصريحات الفلسطينية". شارون يهدد وهدد شارون الرئيس الفلسطيني بعدم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية رداً على تصريحات الأخير الخاصة بالاعلان عن اقامة الدولة. وقال: "إذا استمر الفلسطينيون في نهجهم المناقض للاتفاق، فسيبقى عرفات في غزة ونابلس وليس في مكان آخر". وحاول مستوطنون يهود من مستوطنة "كودميم" في منطقة نابلس أمس الاستيلاء على تلة مجاورة في وقت مبكر من صباح أمس استجابة لدعوة شارون.وجاءت تصريحات الوزير الاسرائيلي قبل يومين فقط من لقائه بمهندسي اتفاق اوسلو أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس أبو مازن ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء للشروع في محادثات التسوية النهائية. ووصف عرفات دعوات شارون الى المزيد من الاستيطان بأنها "مخالفة لاتفاق واي ريفر الذي وقعه الفلسطينيون والاسرائيليون بضمانة الولاياتالمتحدة الاميركية". وقال عرفات في رده على أسئلة الصحافيين خلال لقائه مع وزير التجارة الاميركي ويليام ديلي في غزة: "نحن موعودون بتنفيذ اتفاق واي ريفر بعد اجتماع الكنيست وننتظر ذلك". وعلى هدير الجرافات الاسرائيلية التي تشق الشوارع الاستيطانية الجديدة تمهيداً للانسحاب الاسرائيلي والاتهامات المتبادلة، استمرت لقاءات اللجان الفلسطينية - الاسرئيلية المختلفة لوضع اللمسات الأخيرة قبل تنفيذ بنود اتفاق واي ريفر. واكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في اجتماع لجنة التوجيه والمراقبة للمفاوضات ان الاسرائيليين تعهدوا بأن يتم الافراج عن 250 معتقلاً فلسطينياً وافتتاح المطار الفلسطيني في قطاع غزة ونقل ما نسبته اثنان في المئة من الأراضي الفلسطينية المصنفة منطقة ج والتي تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة الى منطقة ب أي تحت سيطرة امنية اسرائيلية ومدنية فلسطينية و7.1 في المئة من منطقة ب الى منطقة أ لتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة. وقال عريقات ان هذه الخطوات سيتم انجازها قبل يوم الجمعة المقبل. وفي ما يتعلق بتأكيد الرئيس الفلسطيني أول من أمس عزم السلطة الفلسطينية الاعلان عن الدولة الفلسطينية في الرابع من ايار مايو المقبل، ذكر عريقات ان الجانب الاسرائيلي اثار هذه المسألة، وانه تم ابلاغهم، بأن السلطة الفلسطينية معنية بالتوصل الى اتفاق قبل 4 ايار 1999 يضمن تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، وتحقيق معادلة الأرض مقابل السلام "وإذا تم ذلك فسوف يكون هذا حسناً. والا فإن الجانب الفلسطيني لن يسمح لهذا اليوم ان يمر كأي يوم آخر، وبالتالي، نحن نفضل ان نصل قبله الى اتفاق مع الجانب الاسرائيلي يضمن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. أما اذا لم يتم ذلك واستمرت اسرائيل في التلاعب، فإن اعلان الدولة سيكون الخيار الوحيد". وقدم الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في السجون الاميركية التماساً الى المحكمة الاسرائيلية العليا طلب فيه من الحكومة الاسرائيلية الامتناع عن الافراج عن معتقلين فلسطينيين من سجونها ما لم يتم الافراج عنه. واعتبر بولارد في التماسه انه يفترض ان ترهن الحكومة الاسرائيلية الافراج عن الأسرى الفلسطينيين باطلاق سراحه من سجنه في الولاياتالمتحدة الذي أمضى فيه أكثر من 12 سنة. وعقدت لجنة المفاوضات الخاصة بفتح "الممرين الآمنين" بين قطاع غزةوالضفة الغربية امس للبحث في تفاصيل فتح الممر الشمالي الذي يصل غزة بمدينة رام الله ولوضع اللمسات الأخيرة لفتح الممر الجنوبي الذي يصل غزة بمدينة الخليل، كما اكد العميد عبدالرازق اليحيى. والتقى الموفد الاميركي الخاص للشرق الأوسط دنيس روس مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مدينة أريحا مساء أمس الاثنين قبل مغادرته المنطقة تاركاً وراءه طاقمه الاميركي لمتابعة تنفيذ الاتفاق والاشراف على المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية الخاصة بالميناء البحري الفلسطيني والمرحلة الثالثة من اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي والمسائل الاخرى التي يفترض انه تم الاتفاق عليها في منتجع واي ريفر قبل نحو شهر.