يتوجه الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات الى باريس في زيارة رسمية يوم 25 من الشهر الجاري يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ومن المقرر ان يتوجه عرفات الى واشنطن في نهاية الشهر للمشاركة الى جانب الرئيس كلينتون في رعاية اجتماع الدول المانحة الذي تقرر عقده في يوم 30 تشرين الثاني نوفمبر الجاري في الذكرى الخامسة للاجتماع الأول الذي عقدته الدول المانحة غداة توقيع اتفاق اوسلو في 13 ايلول سبتمبر 1993. وذكر مصدر إعلامي في قصر الاليزيه ان المحادثات التي يجريها عرفات خلال الزيارة ستتركز على مسيرة السلام في الشرق الأوسط. واعربت فرنسا امس عن أملها بتطبيق "أمين وسريع" لاتفاق واي ريفر بين اسرائيل والفلسطينيين غداة مصادقة البرلمان الاسرائيلي عليه. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية آن غازو سوكريه "إننا سعداء لهذه المصادقة التي نالت غالبية كبيرة تثبت ان مواصلة عملية السلام وتطبيق اتفاق واي ريفر يتمتعان بتأييد قوي في اسرائيل". وأضافت ان "الطريق باتت ممهدة لتطبيق الاجراءات الواردة في النص والذي نأمل بأن يكون أميناً وسريعاً". وقالت ان "دعوة الرئيس عرفات الى فرنسا غداة توقيع اتفاق واي ريفر يؤكد مجدداً دعم السلطات الفرنسية لمواصلة طريق السلام عبر المفاوضات". وإضافة الى المحادثات بين عرفات وشيراك، سيكون الرئيس الفلسطيني ضيف رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان على العشاء. وقدر شعث احتياجات السلطة الفلسطينية بأربعة بلايين دولار للسنوات الخمس المقبلة. وتغطي الاحتياجات مبلغ 800 مليون دولار سنوياً تصرف على تنفيذ المشروعات المتعلقة بخطة التنمية الفلسطينية. وعلى صعيد تنفيذ اتفاق "واي ريفر" أعلن محمود عباس أبو مازن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية أمس، ان الدفعة الأولى من المعتقلين الفلسطينيين الذين اتفق على اطلاقهم من سجون اسرائيل سيطلقون غداً الجمعة وفق ما تم الاتفاق عليه في اللقاء الذي عقد بينه وبين وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي افيغدور كهلاني مساء أول من أمس. وذلك بعد ان تم تذليل بعض الخلافات التي برزت بعد ان سلم الجانب الاسرائيلي قائمة اسماء من سيطلق سراحهم. وأصر الجانب الفلسطيني على ان يكون المعتقلون الذين سيتم اطلاقهم من بين المعتقلين السياسيين. وقال "أبو مازن" ان لجنة من الطرفين تواصل اجتماعاتها للنظر في القائمتين الثانية والثالثة لاستكمال اطلاق 750 معتقلاً على ثلاث دفعات، بمعدل 200 معتقل كل شهر كما أكد ان آلية تم الاتفاق عليها خلال مفاوضات واي ريفر، باستكمال عملية اطلاق باقي الأسرى، انطلاقاً من تطبيق هذا الافراج على الحالات الأربع التالية: الأسرى الذين هم دون السادسة عشرة من العمر، ومن هم فوق سن الخمسين، والمرضى، ومن أمضوا ثلثي محكوميتهم. وأضاف انه شخصياً سيتابع هذا الملف حتى اطلاق جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وفق ما نصت عليه الاتفاقات. وقال "أبو مازن" ان بروتوكول تشغيل مطار غزة الدولي سيوقع اليوم الخميس ليبدأ تشغيل المطار غداً الجمعة. كما تقرر ان تبدأ المرحلة الأولى من الانسحابات الاسرائيلية في اليوم نفسه. وتشمل نقل 7.2 من المنطقة "ب" الى "أ" واعادة الانتشار من 2 في المئة من "ج" الى "ب". ووفق الاتفاق، هناك ثلاث مناطق ستتم عليها اعادات الانتشار، ونقل الأراضي: في الشمال في منطقة جنين ونابلس وطولكرم، وفي المنطقة الوسطى في رام الله وما حولها ومناطق القدس، والمناطق الجنوبية في محيط الخليل. وكان تقرر عقد اجتماع هو الأول بين "أبو مازن" ووزير الخارجية الاسرائيلي أرييل شارون امس. وذكرت مصادر الجانبين ان شارون قد يسلم في هذا اللقاء الخرائط الاسرائيلية المتعلقة بإعادة الانتشار ونقل الأراضي. واعلن "أبو مازن" امس بعد لقائه مع شارون ان الجانبين اتفقا على بدء مفاوضات الحل النهائي الاسبوع المقبل. وكان قد صرح قبل ساعات من اللقاء ان الجانبين سيقوّمان عمل اللجان التي بدأت بالفعل في ممارسة عملها لاستكمال تنفيذ قضايا المرحلة الانتقالية. وفي الإطار نفسه، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث الذي يتابع الى جانب اللواء عبدالرزاق اليحيى ملف الممر الآمن، ان الممر الآمن الجنوبي قد يفتح بعد اسبوع، فيما سيتأخر فتح الممر الشمالي الى ان يتم تذليل بعض الخلافات الاجرائية. ويتوقع فتح المنطقة الصناعية في حضور الرئيس الاميركي بيل كلينتون خلال زيارته الى غزة في 14 كانون الأول ديسمبر المقبل. وأعلن شارون أ ف ب لدى بدء الاجتماع في مقر وزارة الخارجية الاسرائيلية ان "هذا اللقاء يعطي اشارة الانطلاق للمفاوضات حول الوضع النهائي واننا ننظر الى المستقبل ولا نناقش الماضي". وقال شارون، مؤكداً انه يتحدث باسمه وباسم محمود عباس: "اننا نبحث عن أفضل الحلول لنا وللفلسطينيين". وأضاف انه يعتزم "بذل جميع الجهود الممكنة من أجل التوصل الى اتفاق". وكانت مفاوضات الوضع النهائي قد بدأت للمرة الأولى، رمزياً، في ايار مايو 1996 ولكنها علقت بسرعة بانتظار نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي اسفرت عن فوز اليمين. وستتناول المفاوضات حول النهائي مسائل شائكة مثل الحدود النهائية لدولة اسرائيل والكيان الفلسطيني المقبل ووضع القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين.