بدأت السلطات الايطالية امس البحث عن الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني غني يلماز وهو ممثل الحزب في اوروبا الذي توارى عن الأنظار بشكل مفاجئ. وأوضحت المصادر الأمنية الايطالية انها ترغب في التحقيق معه في ضوء مذكرتين تركية والمانية تطالبان بتسليمه، بتهم تتعلق بنشاطات ارهابية. ويبدو ان يلماز الذي شوهد للمرة الأخيرة يوم السبت الماضي خلال تظاهرة مؤيدة لزعيم الحزب عبدالله اوجلان، اختار التواري عن الأنظار "لأسباب خاصة" علماً ان أياً من المراقبين لا يعتقد انه سيجري تسليمه ويرجحون ان يحصل على معاملة مماثلة لما حصل عليه اوجلان الذي أطلق مع شرط ألا يغادر العاصمة روما. وكثرت التكهنات حول مكان اقامة أوجلان، فيما اكدت مصادر كردية انه انتقل الى أحد المنازل النائية وانه على اتصال يومياً مع السلطات عملاً بالشروط التي أملتها عليه. واكدت المصادر نفسها ان ما يتردد عن أمكنة يحتمل ان يكون أوجلان فيها، ليس صحيحاً ذلك ان المكان الذي اختاره سري جداً، بناء على نصيحة السلطات الايطالية. وعززت السلطات اجراءاتها الأمنية امس في محيط عدد من المرافق الحيوية في ضوء معلومات عن وجود عدد كبير من اعضاء منظمة "الذئاب الرمادية" شوهدوا في ميلانو وأفيد أنهم يحضرون لعمليات ارهابية انتقامية ضد ايطاليا. وحسم الأمين العام لحزب اعادة التأسيس الشيوعي فاوستو برتينوتي امس الجدل حول الترتيبات التي سبقت وصول اوجلان الى ايطالياً مؤكداً ان قوى سياسية عدة بينها حزبه، كانت على اتصال مع حزب العمال الكردستاني قبل مجيء اوجلان. وأشار الزعيم الشيوعي الى ان قدوم اوجلان الى ايطاليا "تزامن مع مبادرات سياسية متنامية في الساحة السياسية في روما تعاطفاً مع الشعب الكردي". وأشار الى ان هذا التعاطف "توج بعقد البرلمان الكردي في المنفى اجتماعاً له في قاعة ملحق بمجلس النواب الايطالي بحضور 30 نائباً من مختلف الاحزاب الايطالية بينهم وزير العدل الحالي اوليفيرو دي ليبيرتو". ورأى الزعيم الشيوعي ان "هذا الاجتماع اسفر عن اختيار اوجلان ايطاليا مكاناً لبدء مبادرة انفتاح سياسي استهلها الأخير بإدانة الارهاب أياً كان مصدره". على صعيد آخر، ابدى زعيم المعارضة اليمينية سيلفيو بيرلوسكوني معارضته بقاء اوجلان في ايطاليا وشدد على ضرورة تسليمه الى تركيا. ودان "إيواء واحد من اعتى الارهابيين في العالم". وقال ان "اوجلان ليس لاجئاً عادياً بل زعيم منظمة قادرة على اغراق ايطاليا بعشرة آلاف كردي". وأضاف ان الهم الأساسي لأوجلان هو "الاستقرار في روما وتحويلها قاعدة لعمليات حيوية يشنها ضد الحكومة التركية".