سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيم الكردستاني يستعد للمثول أمام التحقيق لسؤاله عن ملابسات اختياره ايطاليا : 6 آلاف متظاهر في روما تأييداً لاوجلان وأنقرة تحذر أوروبا من "آفة الإرهاب"
شهدت روما أمس تظاهرة كردية ضخمة قدر عدد المشاركين فيها بأكثر من ستة آلاف شخص توافدوا من مختلف أنحاء أوروبا لمطالبة السلطات الايطالية بعدم تسليم زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان الى تركيا. ويتوقع ان يمثل اوجلان أمام التحقيق في روما للمرة الأولى غداً الثلثاء. وجاء ذلك في وقت احتدم جدل بين أقطاب الائتلاف الحكومي في روما حول كيفية التعاطي مع الاصرار التركي على استرداد اوجلان لمحاكمته. وقال ارماندو كوسوتا، زعيم الحزب الشيوعي المشارك في الحكومة، ل "الحياة" ان "ايطاليا بلد ديموقراطي وحكومته ديموقراطية ويجب أن تؤمن وتحمي من يطلب منها حق اللجوء السياسي". وأضاف انه "لا يمكن تسليم انسان يناضل من أجل حقوق شعبه الى بلد يقمع الحريات ويغتال حقوق مواطنيه". وتزامن هذا التصريح مع اعلان وزيري الخارجية والدفاع التركيين اسماعيل جيم وعصمت سيزغين اللذين وصلا الى روما أمس لحضور اجتماع اوروبي مقرر سابقاً، انهما يعتزمان انتهاز الفرصة "للضغط" على الحكومة الايطالية كي تسلم اوجلان الى انقرة لمحاكمته. وفي الوقت نفسه، حذر نائب رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد الدول الأوروبية من مغبة منح اللجوء الى اوجلان لأنها بذلك "تدخل آفة الارهاب الى أراضيها"، مشيراً الى أن تراضي هذه الدول مع حزب العمال الكردستاني سيدفع مقاتليه الى نقل نشاطاتهم الى أوروبا الغربية. وأوضح أحد قادة "الكردستاني" في روما ل "الحياة"، امس، ان اوجلان اختار السفر الى ايطاليا لأنها "البلد الأوروبي الوحيد الذي تتعاطف فيه الغالبية السياسية الممسكة بدفة الحكم مع قضية الشعب الكردي". وأضاف المسؤول الكردي الذي فضل عدم نشر اسمه ان "قرار نقل العمل السياسي الى أوروبا، هو محاولة لاستخدام المجموعة الأوروبية أداة في مواجهة تركيا كما انه محاولة لضمان حرية التحرك لقادة الكردستاني واستخدام اوروبا منطلقاً للعمل". ومعلوم ان اوجلان وصل الى روما الجمعة قادماً من موسكو وسلم رجال الجمارك جواز سفر مزوراً معلناً هويته الحقيقية مشيراً الى أنه متعب صحياً وفي حاجة الى علاج. وتم نقله الى المستشفى العسكري ثم طلب اللجوء السياسي، للحيلولة دون تسليمه الى تركيا حيث يواجه حكماً بالاعدام. وتوافد الأكراد على العاصمة الايطالية من مختلف أنحاء أوروبا، وتظاهروا أمام مستشفى تشيليو العسكري، فيما جرى نقل اوجلان الى مكان آخر لم يعلن عنه. ورفع المتظاهرون الذين قدم بعضهم الى ايطاليا بالسيارات والحافلات والقطارات والطائرات، أعلام "الكردستاني" الحمراء التي تتوسطها النجمة الخماسية الصفراء. وراحوا يغنون ويرقصون فيما اضرب آخرون عن الطعام في المطار وفي المعابر الحدودية بعدما منعوا من دخول ايطاليا لأنهم لا يحملون تأشيرة صالحة.