أكد ناطق باسم حزب العمال الكردستاني ان زعيم الحزب عبدالله اوجلان طلب رسمياً امس من السلطات الايطالية منحه اللجوء السياسي. ونفى الناطق عكيف حسان في مؤتمر صحافي عقده في روما امس ان يكون اوجلان دخل ايطاليا "بطريقة غير متوقعة"، مشيراً الى ان زعيم الحزب كان ابلغ ذلك "رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما ووزير الخارجية لامبرتو ديني قبل مغادرته روسيا". وسيشكل ما ورد على لسان الناطق اول اعتراف علني من الحزب بأن زعيمه كان في روسيا قبل انتقاله الى روما. كما اعترف مسؤول بارز في الحزب بصلاته مع بغداد. وقال لپ"الحياة" ان اوجلان اعلن لدى وصوله الى مطار روما هويته ونفى ان يكون رجال الحدود اكتشفوا جوازه المزور. وأضاف ان طائرة خاصة كانت مستعدة لنقل اوجلان الى "جهة ثالثة" لكن القرار تغيّر في اللحظة الأخيرة. وكانت السلطات الايطالية اكدت اول من امس اعتقال اوجلان لدى وصوله الى مطار روما ليل الخميس بجواز سفر "مزور"، وطالبت تركياايطاليا بتسليمه لمحاكمته. واعتبر الناطق باسم البيت الأبيض ان "احتجاز اوجلان خطوة مهمة الى امام في الحرب على الارهاب"، فيما اعلن ناطق باسم الخارجية الاميركية ان "من الواجب تسليمه" الى تركيا و"تقديمه الى العدالة". الى ذلك اكد المسؤول البارز في حزب العمال لپ"الحياة" ان السلطات الروسية "رضخت لضغوط تركية" وطلبت من زعيم الحزب المغادرة. وزاد ان الاخير تنقل في عدد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وأعد 3 - 4 سيناريوهات للمغادرة، وتم تأمين طائرة خاصة لكن الأكراد ابلغوا السلطات نيته التوجه الى روما قبل ساعة واحدة من اقلاع طائرة "ايرفلوت" الى هناك. ولدى وصوله الى العاصمة الايطالية ابرز اوجلان الجواز الذي يحمله وكشف اسمه الحقيقي بناء على "ترتيبات خاصة" مع قوى سياسية في ايطاليا. وتابع المصدر ان اوجلان "ليس محتجزاً" وان هناك اتصالاً دائماً معه عبر اشخاص. ورداً على سؤال عن مصير زعيم الحزب قال المسؤول الكردي ان اجراءات النظر في طلب اللجوء السياسي قد تستغرق وقتاً، واستدرك ان "اوجلان مستعد لمواجهة القضاء وسيحول المحاكمة الى عملية سياسية" هدفها الحصول على اعتراف دولي بشرعية مطالب الأكراد. ونفى المصدر الكردي ان تكون لحزب العمال قواعد في الأراضي العراقية لكنه قال: "لدينا صلات مع بغداد ولنا مخيم للاجئين". وزاد ان تركيا تريد ذريعة لشن حملة عسكرية واسعة ضد الاكراد داخل الأراضي العراقية. في روما اكد وكيل وزارة العدل فرانكو كورليوني ان قضية اوجلان "معقدة تتعلق بحياة انسان"، معتبراً ان "ليس معقولاً تسليمه اذ يواجه حكم الاعدام في تركيا". ويرقد اوجلان في مستشفى عسكري جنوب العاصمة الايطالية، وذلك بناء على طلبه بعد شعوره بتوعك مفاجئ لدى وصوله الى مطار روما. وبعدما كشف هويته لدى نزوله من الطائرة قال: "انا مريض، وأنا هنا من اجل طلب اللجوء السياسي". ويتوقع محللون ان ينشب صراع على الزعامة في حزب العمال، اذ بات واضحاً انه حتى في حال عدم تسليم اوجلان الى تركيا فانه لن يتمكن من توجيه مقاتلي حزبه مرة اخرى. ومن المتنافسين المحتملين على خلافته في القيادة جميل باييك، احد كبار القادة العسكريين للحزب، ومراد قراييلان الذي يعد من ابرز مساعدي اوجلان، وعثمان اوجلان شقيق زعيم "الكردستاني". وأوضح وزير العدل التركي حسن دنيزكوردو ان لدى انقرة مهلة 40 يوماً لتقديم الوثائق الضرورية الى السلطات القضائية الايطالية لتبت طلب تسليم اوجلان.