تلقى "حزب العمال الكردستاني" أمس ضربة كبيرة إثر اعتقال زعيمه عبدالله أوجلان ليل الخميس - الجمعة في إيطاليا. وفي وقت باشرت تركيا اجراءات لتسلمه، أعلن الحزب ان زعيمه طلب اللجوء السياسي في إيطاليا. راجع ص 6 وطرح اعتقال اوجلان تساؤلات حول مستقبل حزبه الذي سيواجه خيارات صعبة وربما ازمة مصيرية كونه الزعيم المؤسس ويكاد يكون القائد الأوحد. وأعلنت الشرطة الإيطالية أمس انها اعتقلت أوجلان إثر قدومه من روسيا بجواز سفر مزور، وهو أمر لم تُعلّق عليه موسكو. وكانت "الحياة" أكدت قبل يومين ان زعيم "الكردستاني" سيغادر روسيا خلال أيام بعد ضغوط تركية و"احراج" لوزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف تعرض له خلال زيارته انقرة. وتردد في ايطاليا امس ان اوجلان وصل الى روما بجواز سفر مزور ومعه حماية أمنية خاصة، وهو أمر لم يتم تأكيده. وأبلغ مصدر كردي مقيم في فلورنسا شمال ايطاليا ويُعتبر قريباً من "حزب العمال" ان اوجلان جاء الى ايطاليا على اساس انها "محطة موقتة" تمهيداً لانتقاله الى كندا او المانيا. وفي هاتين الدولتين جالية كردية ناشطة مؤيدة لحزبه. واستبعد المصدر ان تتجاوب ايطاليا مع طلب تركيا تسلمه. وطلب اوجلان امس حق اللجوء، وادخل الى احد المستشفيات للعلاج من بعض المتاعب الصحية. وذكرت وكالة "رويترز" ان اوجلان مثل امام قاض ايطالي يُتوقع ان يكون ابلغه بوجود طلب عبر الانتربول لتسلمه. وفي انقرة، اعلن رئىس الوزراء التركي مسعود يلماز في مؤتمر صحافي ان اوجلان مُحتجز في سجن ريجينا جيللي في روما، معتبراً ان اعتقاله اكبر ضربة تلقتها "المنظمة الانفصالية الكردستاني" وانه تتويج للسياسة الحازمة التي انتهجتها حكومته واجبرت سورية على إبعاد الزعيم الكردي ومنعت موسكو من ايوائه. واوضح يلماز ان السفير الروسي في انقرة نقل اليه، قبل اعلان نبأ اعتقال اوجلان مباشرة، رسالة من رئىس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف يبلغه فيها انه "اعتباراً من يوم امس الخميس لم يعد اوجلان موجوداً داخل روسيا ولن يُسمح له ابداً بدخول البلاد". وبعدها بوقت قصير بعث الانتربول الايطالي برسالة الى نظيره التركي يؤكد فيها اعتقال اوجلان. وقال يلماز انه حتى اذا كانت هناك بعض المشاكل في ما يتعلق بتسليم اوجلان فان الشىء المهم هو ان "هذا الشخص، المسؤول عن مقتل 30 الف شخص، لن يتمكن من قيادة إرهابييه بعد الآن. لقد خسرت المنظمة الانفصالية الآن رأسها". واشار يلماز الى انه استدعى السفير الايطالي في انقرة فوراً لينقل طلب تركيا تسليم اوجلان، كما فعل السفير التركي في روما الشىء نفسه. وقال ان الوثائق الضرورية قيد الاعداد وستُسلّم الى روما في الوقت المناسب. ولفت الى ان السفير الايطالي نفى ادعاء شبكة تلفزيون "تي في ميد" الكردية بان اوجلان وصل الى روما بعلم مسبق من الحكومة الايطالية وانه قد يُمنح اللجوء السياسي. لكن رئيس الوزراء التركي وجّه تحذيراً ضمنياً الى روما، ملمحاً الى ان انقرة طلبت من واشنطن ان تمارس ضغوطاً على روما لتسليم الزعيم الكردي. وقال: "لا اعتقد ان شيئاً عجزت عن القيام به سورية، وشيئاً عجزت عن القيام به روسيا، ستفعله ايطاليا، دولة القانون الديموقراطية والعضو في حلف الاطلسي، التي تربطها فوق هذا كله علاقات ثنائية وثيقة مع تركيا". وكشف انه كان استدعى ايضاً السفير الاميركي مارك باريس "للتعبير عن الامتنان للدعم الذي قدمته واشنطنلتركيا في كفاحها ضد الارهاب". وقال "على رغم اننا لا نتوقع ان يتخذ حليف لنا في حلف الاطلسي موقفاً سلبياً في ما يتعلق بطلب التسليم، فقد ابلغت السفير اننا نتوقع استمرار اهتمام واشنطن" بالمسألة. ولفت وزير الداخلية التركي كوتلو أكتاس الى ان تركياوالمانيا كانتا قدمتا طلباً الى الانتربول لاعتقال اوجلان في قضية تتعلق بقتل ثلاثة اشخاص في 1992، وانه حتى اذا رفضت روما تسليمه الى تركيا فانها ستسلمه الى المانيا. والتقى السفير الالماني هانز فيرغو رئىس الوزراء يلماز بعد انتهاء مؤتمره الصحافي. وكان وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم اعلن في وقت سابق امس ان اوجلان وصل الى روما منتحلاً هوية عبدالله ساريتوبراك، وكان يحمل جوازاً مزيفاً يُعتقد انه لشخص تركي فقده في المانيا منذ سنوات. وقال جيم ان الاستخبارات التركية كانت اشعرت وزارته في 12 الشهر الماضي بان اوجلان قد يستخدم هذه الهوية