تحوّل تجمع الأكراد أمام مستشفى تشيليو العسكري جنوبروما إلى مهرجان متواصل ليلاً ونهاراً، يبلغ ذروته اليوم باكتمال وصول المشاركين فيه من مختلف أنحاء العالم لإبداء تضامنهم مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان. وتولى المشاركون في التجمع تنظيم الأمن في صفوفهم خشية "مندسين"، فيما ساهم ناشطون يساريون في تقديم الطعام والأغطية لهم. أما قوى الأمن الايطالية فاستنفرت أجهزتها لتأمين سلامة أوجلان الذي نقل من المستشفى إلى مكان سري، في ظل تهديدات باغتياله أطلقتها تنظيمات ارهابية تركية بينها منظمة "الذئاب الرمادية" المعروفة. ويمثل أوجلان أمام التحقيق اليوم، فيما قدم محاميه طلباً إلى النيابة العامة لاخلاء سبيله أو وضعه قيد الاقامة الجبرية، إلى حين حسم أمر اللجوء السياسي الذي طلبه فور وصوله من موسكو يوم الجمعة الماضي. وقال رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما أمس إن بلاده لا يمكن أن تسلم أحداً إلى دولة تطبق عقوبة الاعدام، وانها ستقاوم التهديدات والضغوط في قضية أوجلان الذي أجمعت القوى السياسية على تأييد منحه اللجوء عملاً بالقانون الايطالي الذي يمنع تسليم مطلوبين إلى بلاد تطبق هذه العقوبة. وعبّر وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني عن هذا التوجه، مشيراً إلى أن حكومته "تهتم بضمان حقوق الناس وحياتهم وتدرس بعناية مطالب تسليم أي شخص للعدالة في ضوء القوانين الايطالية". وشكل ذلك انتكاسة لجهود وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم الذي التقى نظيره الايطالي في روما، أمس، في إطار الضغوط التركية المتواصلة لحمل الحكومة الايطالية على تسليم أوجلان إلى أنقرة. كما أفيد ان الحكومة التركية واصلت ضغوطها على سورية لحملها على تجميد ودائع لحزب العمال الكردستاني قالت إنها موجودة في المصارف السورية وقدرت حجمها ببليون دولار. كما طلبت أنقرة من السلطات الايطالية تسليمها ممثل "الكردستاني" في أوروبا غني يلماز الذي تتهمه بارتكاب جرائم في تركيا. ونظم أنصار أوجلان تجمعات في دول عدة لتأييد مطلبه اللجوء السياسي في ايطاليا. واضرب خمسون كردياً مقيمون في النمسا عن الطعام أمام البرلمان في وسط فيينا. وفي لبنان، بدأ عدد من الأكراد تحركاً مماثلاً. وتجمع عشرات منهم في ثلاثة مراكز: في شارعي الظريف وبرج حمود في بيروت وفي البقاع اللبناني. وقال مشاركون في الاعتصام إن اضرابهم سيستمر يومين، ليعرفوا خلالهما هل ترغب ايطاليا في منح أوجلان حق اللجوء و"إذا تبيّن العكس، فإن الاضراب سيستمر".