أعلنت تركيا أمس أنها باشرت اجراءات للمطالبة بتسلّم عبدالله أوجلان من إيطاليا فور اعلان نبأ اعتقال زعيم "حزب العمال الكردستاني" في مطار فيوميتشينو في روما ليل اول من امس. لكن "حزب العمال" الذي يبدو انه تلقى ضربة كبيرة باعتقال زعيمه، قال ان أوجلان طلب اللجوء السياسي في ايطاليا التي أمامها 40 يوماً للبت في مصيره. ونقلت قناة التلفزيون الاخبارية "إن تي في" عن مسؤولين اتراك ان السلطات الايطالية اعتقلت اوجلان تمهيداً لتسليمه الى تركيا. وقال وزير العدل التركي حسن دنيزكوردو امس ان روما ملزمة تسليم الزعيم الكردي المتمرد الى تركيا وفقاً لمعاهدة دولية. واُفيد ان السفير التركي في روما توجه الى وزارة الخارجية الايطالية ليقدم طلب التسليم. وعبّر وزير الدفاع التركي عصمت سيزغين عن اعتقاده بانه لن تكون هناك مشكلة في ما يتعلق بتسليم اوجلان، لافتاً الى ان ايطاليا تشارك بلاده في عضوية حلف الاطلسي. وأفادت تقارير ان اوجلان وصل الى روما في الساعة العاشرة ليل الخميس بالتوقيت المحلي على متن طائرة ركاب تابعة للخطوط الروسية "ايرفلوت" وهو يحمل جواز سفر تركياً مزوراً. واضافت ان رجال امن المطار اعتقلوه ونقلوه على عجل الى مستشفى عسكري، لكنه نُقل في وقت لاحق الى سجن تمهيداً لنقله الى تركيا. لكن تلفزيون "إن تي في" نقل عن بيان بعث به تنظيم "إي آر إن كي"، الجناح السياسي لحزب العمال، ان اوجلان ادعى انه وصل الى روما بمعرفة مسبقة من الحكومة الايطالية وانه يستعد لطلب اللجوء السياسي. وكان اوجلان وصل الى موسكو الشهر الماضي بعدما ابعدته سورية التي اُجبرت، تحت ضغوط تركيا وتهديدها باستخدام القوة، على انهاء دعمها المزعوم لمقاتلي حزب العمال. وتعرضت موسكو لضغوط ديبلوماسية مكثفة من تركيا لمنعها من ايوائه. ويبدو ان ايطاليا كانت الخيار الانسب لاوجلان بسبب رعايتها اخيراً ل "القضية الكردية". ومعلوم ان أزمة ديبلوماسية عارضة نشبت بين تركياوايطاليا في ايلول سبتمبر الماضي عندما وجّه بعض النواب الايطاليين الدعوة الى اعضاء في "البرلمان الكردي في المنفى" لاجراء سلسلة لقاءات في البرلمان الايطالي. واستدعت تركيا سفيرها في روما للتشاور، لكنها اعادته الى موقعه لاحقاً بعدما تلقت تطمينات بان موقف النواب الايطاليين لا يعكس الموقف الرسمي لروما. ولفت وزير العدل التركي دنيزكوردو الى وجود مذكرتي توقيف بحق اوجلان اصدرهما الانتربول. كذلك ذكّر بان تركياوايطاليا كانتا وقّعتا بروتوكولاً يتعلق بمكافحة الارهاب وتهريب المخدرات وغسيل الاموال. وقال دنيزكوردو ان ايطاليا وقعت على المعاهدة الدولية للعام 1957 الخاصة بتسليم المجرمين، وصادق عليها برلمانها، ما يجعلها ملزمة تنفيذ بنودها. كما لفت الى وجود معاهدة منفصلة بين الدول الاوروبية تسمح بتسليم المجرمين حتى اذا كانت عقوبة الاعدام مطبقة في البلد الذي يقدم طلب التسليم شرط الاّ تكون العقوبة مطبقة منذ وقت طويل. ولم تنفذ تركيا اي عقوبة اعدام منذ 1982. وفي روما أ ف ب، اكدت الشرطة الايطالية امس ان اوجلان وصل الى مطار فيوميتشينو حاملاً جوازاً تركياً اثار انتباه شرطة الحدود التي لاحظ عناصرها ان الجواز مزور وتمكنوا من التعرف الى اوجلان الذي كان يرتدي بزة وربطة عنق. وأضافت ان شرطة ديغوس لمكافحة الارهابيين اعتقلت اوجلان بمساعدة شرطة الجو والحدود في مطار فيوميتشينو. وبحسب المعلومات الاولية، فان عبدالله اوجلان الملقب ب "ابو" وصل على متن رحلة قادمة من موسكو وكان يسافر بمفرده. وابلغت الشرطة الايطالية اوجلان باعتقاله الموقت بهدف تسليمه الى تركيا بناء لمذكرتي توقيف دوليتين. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن "مصدر مطلع" في روما ان هذا الاعتقال تم فجأة وليس على اساس تحقيق