وصف نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز ما تضمنته ورقة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في شأن المراجعة الشاملة للعلاقة بين العراق ومجلس الأمن بأنه، "مرضٍ وفي الاتجاه الصحيح"، لكنه اوضح لپ"الحياة" ان "القول ان الكرة في ملعب بغداد ليس دقيقاً، فما تزال الكرة في الملعب هنا لتصفية تكتيك المماطلة وتصفية الحيل التي لا تزال في اروقة الأممالمتحدة". وأكد ان الامور لم تصل بعد الى درجة تمكّن العراق من الغاء قراره الذي اصدره في 5 آب اغسطس لوقف التعاون مع فرق التفتيش. وتابع: "ما زالت هناك الاعيب اميركية وأخرى من ريتشارد بتلر رئيس لجنة نزع السلاح من اجل تقويض العملية بكاملها" في اشارة الى المراجعة الشاملة. وأشار طارق عزيز الى ان العراق ينتظر المزيد من الايضاحات من الأمين العام، مؤكداً ان كل العناصر الواردة في اقتراحات انان لاجراء المراجعة الشاملة "جيدة باستثناء الفقرة الأولى" التي تنص على ان الخطوة الأولى في العملية هي الغاء العراق قرار 5 آب. وقال طارق عزيز: "الموضوع ليس موضوع الغاء القرار. نحن مستعدون للتعاون مع الأممالمتحدة ومجلس الأمن شرط ان يؤدي ذلك الى رفع الحصار". وفي تصريحات اخرى الى الصحافة بعد اجتماعه الاخير مع انان امس، قال المسؤول العراقي ان لقاءاته مع الأمين العام "كانت مثمرة والتقارب في وجهات النظر بيننا وبينه واضح جداً". وأضاف: "نحن واثقون انه يبذل جهوداً مخلصة من اجل الخروج من الوضع الحالي الى نتائج هدفها رفع الحصار، لكن هناك مشاكل اخرى، هناك اميركا التي تحاول ان تفرض شروطاً وتعرقل عملية المراجعة الشاملة". وزاد ان بتلر "يحاول ان يلعب دوراً تخريبياً ويعطي معلومات غير دقيقة وأحياناً كاذبة في شأن العناصر ذات الصلة بتحضير المراجعة وإجرائها". ولفت الى ان "غالبية اعضاء مجلس الأمن في اتجاه الأمين العام، اي في الاتجاه الايجابي". وأكد ان انان اقترح ان تتم المراجعة في اقرب وقت، وبعدها اذا وجد المجلس ان هناك نقاطاً في الملفات الثلاثة تحتاج الى متابعة فيجب ان يكون هناك "جدول زمني لانجازها". وتحدى مستشار الرئيس العراقي الفريق عامر السعدي تأكيد مصادر ان مختبراً فرنسياً وجد آثار غاز الاعصاب "في. اكس" في بقايا رؤوس صواريخ عراقية. وقال لپ"الحياة": "هذا مجرد ادعاء لانقاذ ماء الوجه، ولدينا معلومات تفيد ان الفرنسيين اكدوا لأونسكوم عدم وجود مادة "في. اكس" في النماذج التي حللها المختبر" وتابع ان "اللجنة الخاصة تحاول ان تتلاعب بالاستنتاجات وان تروّج بالادعاءات لتعكير الماء". وفي التقرير نصف السنوي لرئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر، والذي تم تسريبه الى الصحافة بما يتزامن مع محادثات انان - طارق عزيز، رفض بتلر ما اقترحه الامين العام في عناصر المراجعة الشاملة التي قدمها إلى مجلس الأمن لجهة مطالبة اللجنة بأن تقدم "الأدلة التي في حوزتها" لاثبات ما تتهم العراق باخفائه أو امتلاكه. وشدد بتلر على أنه ليس من اختصاص اللجنة ان تثبت ان العراق ما زال يمتلك أسلحة، وان هذه المسؤولية تقع على عاتق بغداد. وأوضح ان اللجنة لا يمكنها ان تؤكد مئة في المئة ان العراق بات منزوع السلاح. وأكد القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة السفير بيتر بيرلي ان "عبء المسؤولية يقع على العراق" وليس "اونسكوم"، مشدداً على ضرورة ان تتراجع بغداد أولاً عن قرارها وقف التعاون مع فرق التفتيش وان تثبت تعاونها قبل تفعيل المراجعة الشاملة. ولمح إلى امكان عدم إصرار الولاياتالمتحدة على فترة 6-8 أسابيع بين إلغاء بغداد قرارها وبدء مجلس الأمن المراجعة الشاملة. وتردد ان الفترة المعقولة يمكن أن تقارب 3 أسابيع، وأوضح بيرلي موافقة واشنطن على اجراء المراجعة. وتعهد رئيس مجلس الأمن سفير بريطانيا السير جيرومي غرينستوك لطارق عزيز ألا يمارس المجلس "المماطلة المصطنعة"، مؤكداً أنه سيتحرك نحو المراجعة الشاملة بعد إلغاء بغداد قرارها وإثبات تعاونها مع اللجنة الخاصة