بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - أعلن رئيس مجلس الأمن ان المجلس سيدرس اغلاق الملف النووي العراقي ونقل البرنامج النووي الى مرحلة الرقابة الدائمة في حال عاودت بغداد تعاونها مع مفتشي الأسلحة الدوليين. وبرز انقسام على مستقبل الملف النووي العراقي، اذ أبدت واشنطن تحفظات عن الانتقال الى مرحلة الرقابة الدائمة فيما أعربت روسيا عن موافقتها على الخطوة التي طرحها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في تقرير نصف سنوي قدمه الى المجلس. ورأس الرئيس العراقي صدام حسين ليل الثلثاء اجتماعاً لمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية لحزب "البعث" الحاكم، خصص لمناقشة العلاقات بين العراق والأمم المتحدة. وقال رئيس مجلس الأمن المندوب البريطاني جيريمي غرينستوك ان المجلس "أخذ علماً بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية" مؤكداً انه "لن تكون هناك عقبات امام الوكالة فى وضع خطة رقابة مستمرة في حال عاود العراق تعاونه مع المفتشين الدوليين". واوضح ان الرقابة الدائمة يجب ان تكون "شاملة ودقيقة". وذكر رئيس الوكالة محمد البرادعي عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن استمر اربع ساعات ليل الثلثاء ان لدى الوكالة "ضمانات أكيدة ولكن ليست بصفة مطلقة" عن عدم امتلاك العراق اسلحة نووية. واضاف انه يمكن "حل المسائل العالقة بواسطة الرقابة المستمرة". لكن القائم بأعمال البعثة الاميركية لدى الاممالمتحدة بيتر بورليه جدد تحفظات بلاده مشيرا الى ضرورة اجابة العراق عن بعض الاسئلة قبل الانتقال الى نظام الرقابة المستمرة. وزاد ان "الموقف الاميركي لم يتغير". وأن "العراق لم يقدم اي معلومات جديدة". وشدد على ضرورة ان تتبنى بغداد قانوناً يجعل أي محاولة لاقتناء اسلحة دمار شامل أمراً غير شرعي. لكن السفير الروسي سيرغي لافروف اعتبر ان وضع البرنامج النووي العراقي تحت الرقابة الدائمة "يجب ان ينظر اليه بطريقة بناءة" عندما يستأنف العراق تعاونه مع اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم. وقال لافروف: "بمجرد أن ينهي العراق تعليق تعاونه، المستمر منذ شهرين، مع اللجنة الخاصة والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يتسنى احراز تقدم في شأن قضايا معلقة تتعلق بملفي الأسلحة الكيماوية والصواريخ البعيدة المدى". وكان لافروف يتحدث الى الصحافيين أثناء تقديم البرادعي ورئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر تقريريهما الى مجلس الأمن عن عمليات التفتيش. وتابع لافروف: "على صعيد الملف النووي أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوضوح انه باستئناف العراق تعاونه الكامل لن تكون هناك أي عقبة أمام التنفيذ الكامل لبرنامج الوكالة الخاص بالمراقبة والتحقق، وهذا يعني أنه سيكون على مجلس الأمن اتخاذ قرار في شأن وضع نهاية لمرحلة نزع الأسلحة وتحويل الملف النووي الى مرحلة الرقابة" الدائمة. وأشار الى ان "اللجنة الخاصة أكدت مجدداً ان قضايا معينة متبقية في ملفي الأسلحة الكيماوية والصواريخ ذاتية الدفع قد يتسنى حسمها بسرعة شرط استئناف العراق التعاون الكامل، ويجب ان يعتبر ذلك حافزاً للعراق للتراجع عن قراره" وقف التعاون مع فرق التفتيش. وأوضح ان هذه الخطوة ستسمح لمجلس الأمن ب "القيام قريباً بمراجعة شاملة قد تكون نتائجها محددة جداً في ما يتعلق على الأقل بالملف النووي والصواريخ والأسلحة الكيماوية". وتنظر اللجنة الخاصة منذ فترة طويلة الى ملف الأسلحة البيولوجية باعتباره أكثر الميادين التي تنقصها المعلومات. وقدم البرادعي وبتلر الى الاعضاء الخمسة عشر في المجلس تقريريهما نصف السنويين في شأن نزع أسلحة العراق. واشار رئيس المجلس بعد استماعه الى تقرير بتلر الى "ضرورة ان يستأنف العراق تعاونه التام اذا أراد تحقيق تقدم". وقال انه في ضوء تقرير بتلر "لدى اعضاء المجلس شعور بأن ليس هناك كثير من المسائل التي تحتاج الى حل في ما يتعلق بملفي الاسلحة الكيماوية والباليستية". وفي ما يتعلق بملف الاسلحة البيولوجية اضاف: "ان كثيراً من العمل ضروري". وطلب المجلس من بغداد ان تستأنف تعاونها الذي اوقفته في الخامس من آب اغسطس الماضي مع مفتشي الأسلحة قبل النظر في ملفات نزع السلاح في اطار المراجعة الشاملة للعقوبات. ويطالب العراق بضمانات في شأن مراحل رفع الحظر ومواعيدها. إلى ذلك، افادت وكالة الانباء العراقية ان اجتماع القيادة العراقية تناول "نتائج زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء طارق عزيز ووزير الخارجية محمد سعيد الصحاف الى نيويورك ومباحثاتهما مع الامين العام للامم المتحدة وممثلي عدد من الدول الدائمة العضوية والدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي". ودرس الاجتماع أيضاً "التدخلات الاميركية السافرة خلال الفترة الاخيرة في شؤون العراق الداخلية". وأشارت الوكالة الى "استدعاء الحكومة الاميركية أطرافاً عراقية الى واشنطن للتباحث معها حول شؤون العراق الداخلية" في اشارة الى زعيمي الحزبين الكرديين البارزين، مسعود البارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني وخصمه جلال الطالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني اللذين اجتمعا أخيراً فى واشنطن للمرة الاولى منذ اربع سنوات تحت رعاية الولاياتالمتحدة، واتفقا على حل خلافاتهما. وتحدثت الوكالة عن "توصية مجلس الشيوخ الاميركي بتخصيص مبالغ واسلحة بهدف زعزعة امن العراق واستقراره وتهديد سيادته ووحدة اراضيه". وتناولت "اتضاح دور الحكومة الاميركية في العمل التجسسي الخطير الذي قامت به عناصر في اللجنة الخاصة وتمثل في تزويد الكيان الصهيوني، الذي لا يزال في حال حرب مع العراق، معلومات حساسة واساسية عن امن العراق وقواته المسلحة" في اشارة الى تصريحات سكوت ريتر المفتش الاميركي الذي قدم استقالته من "اونسكوم" في آب، وأكد أخيراً لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان اللجنة الخاصة حظيت بمساعدة اسرائيل.