بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - أرجأ مجلس الامن لبضعة ايام درس طلب "التوضيحات" التي طلبها العراق في شأن "المراجعة الشاملة" للحظر الدولي المفروض على هذا البلد وللعلاقة بينه وبين المجلس. وحملت بغداد بعنف على فرق التفتيش. واوضح رئيس مجلس الامن جيريمي غرينستوك في وقت متقدم من ليل اول من امس ان المجلس درس في اجتماع مغلق ليل الاربعاء طلب التوضيحات، مؤكداً ان المحادثات ستتواصل في شكل غير رسمي خلال الايام المقبل. وقال ديبلوماسيون غربيون ان غرينستوك شدد خلال الاجتماع على ضرورة ان يستأنف العراق اولاً تعاونه مع فرق التفتيش قبل ان يباشر المجلس اجراء محادثات مع بغداد حول "المراجعة الشاملة". وكان مدير مكتب الامين العام للامم المتحدة اقبال رضى سلّم مجلس الامن الاربعاء التوضيحات في تسع نقاط يطالب بها العراق الذي علّق تعاونه مع المفتشين في الخامس من آب اغسطس الماضي. وقالت مصادر مجلس الامن ان بعض الدول الاعضاء يرى ان الاستفسارات العراقية هي "شروط" وطالب بعدم الردّ عليها الى ان تتراجع بغداد عن وقف التعاون مع مفتشي اللجنة الخاصة المكلفة ازالة الاسلحة العراقية المحظورة اونسكوم. وربط نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز بين الرد على الاستفسارات واستئناف التعاون مع اللجنة. الى ذلك يتوقع ان يعقد خبراء دوليون اجتماعاً في الاممالمتحدة لتحديد هل زوّد العراق قبل حرب الخليج، صواريخه غاز "في. اكس" القاتل. وقال الناطق باسم اللجنة الخاصة ايوين بوكانين، ان الخبراء "سيدققون في التحاليل المختلفة للعينات" والتي اجراها مختبر الجيش الاميركي ومختبر فرنسي وآخر سويسري على اجزاء من رؤوس الصواريخ العراقية، وتوصلت الى نتائج متباينة. وكانت سلسلة من التحاليل اجراها مختبر للجيش الاميركي في تموز يوليو الماضي كشفت وجود غاز "في. اكس" على بعض رؤوس الصواريخ العراقية. واعتبر رئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر آنذاك ان ذلك يثبت ان العراق، الذي نفى باستمرار تزويد صواريخه هذا الغاز قبل حرب الخليج، اخفى مرة اخرى الحقيقة حول اسلحته. لكن مختبراً سويسرياً نقض هذه النتائج، واستنتج مختبر فرنسي عدم وجود "في. اكس" في 35 عينة من اصل 40 خضعت للتحليل. واكدت مصادر في الاممالمتحدة ان الجيش الاميركي اجرى تحاليل اخرى من دون ان يعثر على اثر لهذا الغاز في العينات التي فحصها. وسيضم الاجتماع في الاممالمتحدة خبراء من المختبرات الاميركية والسويسرية والفرنسية، اضافة الى خبراء روس وبريطانيين وصينيين وسويديين. واستناداً الى "اونسكوم" لن تنشر النتائج قبل ان يطلع بتلر مجلس الامن عليها مطلع الاسبوع المقبل. واعرب مسؤول في المنظمة الدولية عن "الامل بالتوصل الى نتائج واضحة"، وستقترح "اونسكوم" على المجلس إما طي هذه المسألة "لعدم وجود ادلة" واما اجراء سلسلة اخرى من التحاليل. عمليات "اونسكوم" وامس جددت بغداد حملتها على اللجنة الخاصة التي رفضت اصطحاب مصوري عدد من قنوات التلفزيون العالمية فرقها، على رغم موافقة السلطات العراقية. وبرر مدير مركز بغداد للرصد والتحقق التابع للجنة نيلز كالستروم رفض فريقي تفتيش امس اصطحاب مصوري شبكات تلفزيون عالمية بكون "العمل الذي تقوم به اللجنة سرياً"، مضيفاً: "اوضحنا لهم ذلك". ولم يسبق ان رافق مصورو التلفزيون فرق التفتيش، لكن السلطات العراقية وافقت قبل ايام على طلبات بهذا الشأن قدمتها شبكات تلفزيونية بينها "سي. ان. ان" الاميركية. واعتبر اللواء حسام محمد امين المدير العام ل "هيئة الرقابة الوطنية" في العراق المكلفة العلاقة مع اللجنة الخاصة، ان رفض اللجنة اصطحاب مصوري التلفزيون في عمليات التفتيش هو "تهرب من افتضاح الحقيقة". وزاد: "تفسيرنا الوحيد لعدم الموافقة هو انهم لا يريدون ان يُحرَجوا وتنكشف الحقيقة وكي لا يدعوا فرصة للصحافة كي تتعرف الى اساليب عملهم التي تتجاوز المعقول". ورفض تبريرات اللجنة حول "سرية" عملها قائلاً: "نعتقد ان الهدف هو عدم انكشاف اساليبهم بعدما اصبح العمل غير مقبول". معروف ان العراق يتهم المفتشين لا سيما الاميركيين والبريطانيين بنشاطات تجسسية، واتهم الاربعاء طياراً تشيلياً تابعاً للامم المتحدة بالتقاط صور لمواقع حساسة بهدف التجسس، مؤكداً ان هذا النوع من الحوادث يتكرر بكثرة.