سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤسس الحزب يؤكد ل"الحياة" انه سيدعم رئيس الوزراء في التصويت على الثقة وميزانية التقشف . ايطاليا : انقسام شيوعي يفتح "نافذة أمل" للتحالف الحكومي بقيادة برودي
أبدى رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي تفاؤلاً حذراً بإمكان تجاوز حكومته امتحان الثقة في البرلمان بعد الأزمة السياسية التي أثارها الشيوعيون بسحب تأييدهم له اعتراضاً على ميزانية متقشفة اقترحها. وقال برودي للصحافيين امس الثلثاء في فلورنسا حيث عقدت القمة الفرنسية - الأوروبية: "لا تزال لدينا نافذة أمل". ورأى مراقبون في روما ان برودي كان يشير بذلك الى الانشقاق في صفوف الشيوعيين الذين قال مؤسس حزبهم ارماندو كوسوتا ل "الحياة" ان النواب المنتمين الى تياره "سيصوتون لمصلحة الائتلاف الحكومي للحيلولة دون استقالة الحكومة وعودة اليمين الى السلطة". كما ان رئيس الجمهورية السابق فرانشيسكو كوسيغا الذي يتزعم "اتحاد الديموقراطيين من أجل الجمهورية" أعلن ان كتلته النيابية ستدعم برودي في الجلسة البرلمانية التي تعقد اليوم لمناقشة الأزمة. وفي هذه الحال قد يحصل رئيس الوزراء على تأييد 316 نائباً وهو العدد الذي يمثل غالبية بسيطة في مجلس النواب المؤلف من 630 مقعداً. ومعلوم ان حزب اعادة التأسيس الشيوعي يتمثل في البرلمان ب 34 نائباً ويقدر عدد الذين يوالون مؤسس الحزب من هؤلاء بحوالي 15 نائباً، فيما تمسك النواب الشيوعيون الباقون بموقف الأمين العام للحزب فاوستو برتينوتي المناهض لبرودي والذي انضمت اليه تيارات مختلفة في "إعادة التأسيس". وكان قادة الشيوعيين اخفقوا في التوفيق بين تيارات الحزب الأربعة وأبرزها التيار الذي يتزعمه الأمين العام المتشدد بيرتينوتي والذي يطالب بتعديل بنود الموازنة بشكل يلبي مطالب الطبقات الكادحة. أما تيار رئيس الحزب ومؤسسه ارماندو كوسوتا، فهو يطالب بالتصويت على الموازنة حفاظاً على قيادة اليسار الوسط للبلاد وقطع كل الطرق أمام عودة اليمين لاستلام دفة الحكم. والتيار الثالث، هو التيار التروتسكي الذي يساند التيار الأول ويدعو الى سحب الثقة من الحكومة الحالية التي تنهج مبدأ تحديث الرأسمالية ومسايرتها لليمين الذي "ينبغي الكفاح ضده". والتيار الرابع، هو التيار التوفيقي الذي يؤكد على وجود قوتين أو مجموعتين لليسار في ايطاليا ويحرص على سياسة التحالف مع قوى اليسار والوسط لأجل مواجهة قوى اليمين من دون الاشتراك في الحكم، وهو يناضل من أجل الحفاظ على وحدة الحزب التي يهددها الانشقاق. وأعلن مؤسس الحزب كوسوتا في مؤتمر صحافي أول من أمس استقالته من رئاسة الحزب لأنه غير قادر على مواصلة سياسة الحزب "الخاطئة". ورأى مراقبون أن خطوة كوسوتا، هي الأولى نحو الانشقاق. من جهة أخرى، أعلن رئيس الجمهورية السابق فرانشيسكو كوسيغا الذي يرأس حزب "اتحاد الديموقراطيين من أجل الجمهورية"، ان كتلته البرلمانية ستصوت الى جانب الموازنة الجديدة ولكن شرط ان تستقيل حكومة برودي وتشكل حكومة جديدة موسعة، وهو الأمر الذي رفضه الأمين العام لحزب اليسار الديموقراطي ماسيمو داليما الذي لا زال يراهن على الورقة الأخيرة داخل البرلمان الايطالي، من خلال كسب أصوات البرلمانيين من حزب اعادة التأسيس الشيوعي من المؤيدين لتيار ارماندو كوسوتا. وأكد كوسوتا لپ"الحياة" انه "سيبذل كل ما في وسعه من أجل انقاذ الائتلاف الحكومي الحالي من السقوط ومجيء اليمين الايطالي ليهدم ويجهض هذه التجربة الجديدة التي تحاول اخراج البلاد من أزماتها".