يبدأ مجلس النواب الايطالي اليوم، جلسات تصويت لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفاً لجورجو نابوليتانو المنتهية ولايته. وعشيّة الجلسة الأولى، تتسارع وتيرة الاجتماعات لاختيار رئيس يضمن أوسع توافق في مرحلة عسيرة من الحياة السياسية والبرلمانية في ايطاليا. ويشارك في الجلسة أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إضافة إلى ممثلي مجالس المقاطعات الإيطالية ال 18. وسيحتاج المرشحون في جولات التصويت الثلاث الأولى، إلى غالبية ثلثي المصوّتين، فيما تُطبّق الغالبية البسيطة منذ الجولة الرابعة. وكانت الانتخابات النيابية في شباط (فبراير) الماضي أدخلت البلاد في نفق العجز عن تشكيل حكومة، بسبب فشل القوى الثلاث الاساسية في تأمين غالبية في مجلس الشيوخ، ودخول حركة «5 نجوم» بزعامة الممثل الكوميدي بيبّي غريلّو إلى البرلمان بقوة قادرة على بلبلة الأوضاع وإحراج الاحزاب التقليدية، كون الحركة أُسّست لتكون «قوة طاردة للأحزاب التي أوصلت البلاد إلى هاوية»، كما قال غريلّو. وثمة ترقّب لنتائج لقاء منتظر بين رئيس «الحزب الديموقراطي» اليساري بيير لويجي بيرساني ورئيس حزب «شعب الحريات» اليميني سيلفيو بيرلوسكوني لحسم اتفاق على المرشح المفضل، والذي يجب أن ينال أصوات ثلثي المشاركين في جلسة الانتخاب. وتعززت تكهّنات حول احتمال اتفاق الزعيمين على اسم رئيس الوزراء السابق جوليانو أماتو، كما لا يُستبعد ان يكون ماسّيمو داليما الأوفر حظاً، كونه زعيماً لتيار بيرساني في «الحزب الديموقراطي»، ولا يواجه معارضة شديدة من بيرلوسكوني الذي يرفض اسم رومانو برودي كونه الزعيم الوحيد الذي هزمه مرتين. وكانت حركة «5 نجوم» اختارت في استفتاء لأنصارها عبر الإنترنت، الصحافية ميلينا غابانيلّي التي تقدّم برنامج «ريبورت» الذي يكشف فضائح فساد كثيرة في إيطاليا. ورجّح غريلّو اتفاق حزبي بيرساني وبيرلوسكوني على مرشح واحد، وتمريره بغالبية بسيطة في البرلمان. وفي حديث نادر جداً لصحيفة محلية، شكّك غريلّو في إمكان اتفاق الأحزاب الأخرى على ترشيح غابانيلّي أو شخصيات أخرى، مرجحاً «انتخاب الرئيس قبل التصويت الثالث، بفضل اتفاق بين الحزب الديموقراطي وحزب شعب الحريات، لا يشمل أسماء نقترحها». واعتبر أن برودي «لن يفيد البلاد في هذه المرحلة، وليس رجل تغيير».