دعا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الهيئة العامة للمجلس الى عقد جلسة عامة، العاشرة والنصف قبل ظهر الثلثاء المقبل لدرس مشروع القانون الدستوري الرامي الى اضافة فقرة الى المادة 49 من الدستور واقراره، لاتاحة المجال امام انتخاب قائد الجيش العماد اميل لحود رئيساً للجمهورية. وذكرت اوساط نيابية مطلعة ان موعد جلسة الانتخاب سيحدد تبعاً لسير مناقشات الجلسة. ففي حال انجزت سريعاً اقرار مشروع التعديل نحو الظهر، وأمكن نشره في الجريدة الرسمية صباح الاربعاء، سيدعو بري الى جلسة الانتخاب الخميس 15 الجاري، اما في حال طالت المناقشات ولم ينشر القانون سوى الخميس، فان موعد الجلسة سيكون في 19 منه. وتحضيراً للجلسة، تعقد لجنة الادارة والعدل النيابية اجتماعاً ظهر بعد غد الاثنين لدرس مشروع تعديل المادة ال49 واقراره، في ظل اجواء نيابية عن تحضير اقتراح تعديل لالغاء عبارة "لمرة واحدة وبصورة استثنائية" منه. وفي هذا الاطار، قال النائب محمد يوسف بيضون انه سيقدم خلال الاجتماع اقتراحاً يقول ب"جواز انتخاب موظفي الفئة الاولى في اول انتخاب يجرى بعد اقرار هذا القانون الدستوري". واعتبر الوزير الياس حنا "ان النص الذي أقر في مجلس الوزراء كافٍ لانتخاب العماد لحود، ولا لزوم لاي توضيح آخر". وقال النائب السابق حسن الرفاعي "لا يحق للمجلس النيابي ان يعدل المشروع او يغير فيه. فاما ان يقبله كما هو واما ان يرده معلناً اسباب الرد". واضاف "خلافاً لما يفهم، فعندما يجتمع المجلس النيابي لتعديل الدستور يكون هيئة تأسيسية لا هيئة تشريعية، فلا يمكنها ان تعدّل اطلاقاً في المشروع الذي ورد من رئيسي الجمهورية والحكومة". واعلن ان التعديل الذي اقترح وأحيل على المجلس النيابي غير قابل للطعن فيه إطلاقاً". واعتبر النائب السابق اوغست باخوس "ان المجلس سيد نفسه، ويمكنه تعديل كل صيغة تحال عليه". قباني وشمس الدين وفي ردود الفعل، اعرب مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عن "ارتياحه الى ما تحقق حتى الآن من خطوات جادة على طريق انجاز الاستحقاق الدستوري"، مسجلاً للشعب اللبناني "وعيه وادراكه لحسن اختيار العماد لحود رئيساً وهو الذي نجح في اعادة توحيد الجيش اللبناني وتنمية قدراته، ولا بد من ان ينجح في مهامه الرئاسية خصوصاً على مستوى زيادة منعة الوطن ورفع شأن المواطن". وأشاد "بالخطوة التي تمت في القمة اللبنانية - السورية الاخيرة والتي كرست ارادة اللبنانيين في اختيار العماد لحود رئيساً"، داعياً المجلس النيابي الى "ترجمة ارادة الشعب". ودعا العهد المقبل الى "مواصلة مسيرة الطائف وخطة النهوض بلبنان، وترسيخ العلاقة الاخوية مع سورية الشقيقة والعمل على تحرير الارض المحتلة في جنوبلبنان وبقاعه الغربي ومواجهة الاطماع الصهيونية ومخططاتها". وقوّم رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين "ايجاباً كل ما أنجز في السنوات الماضية". وأمل "ألا يهمل في كل جردة وتقويم الانجاز الكبير الذي تحقق على مستوى تشكيل الدولة وحركة الاعمار والبناء واعادة تكوين الجيش وتوحيده وتوجهه". واضاف "نريد الآن، كما أردنا سابقاً ان يدخل الجميع في مشروع الدولة ويعملوا فيه ولايكون احد خارجه". وقال نائبه الشيخ عبدالامير قبلان "لا نريد ان نحمّل الرئيس الجديد ما لا طاقة له ونطالبه باجتراح المعجزات". وطالب العهد الجديد بالشروع فوراً في الغاء الطائفية السياسية. ورأى الوزير بشارة مرهج ان تلاقي لحود في رئاسة الجمهورية مع الرئىس رفيق الحريري في رئاسة الحكومة "سيحدث تلاقياً للبنان والسير به الى حيث يستطيع ان يواجه التحديات". وتمنى النائب قبلان عيسى الخوري "ان يكون العهد الجديد عهد انتهاء الترويكا التي كادت ان تدمّر لبنان". وأعلن مجلس نقابة المحررين ان "ليس صعباً على القائد الذي حقق الوفاق الوطني داخل مؤسسة الجيش ان ينجز الوفاق الوطني في البلاد ويرسّخ وحدة لبنان". وقال رئىس حزب التضامن ايلي رحمة "ان الصدمة الايجابية التي حصلت باختيار العماد لحود يجب ان تعقبها خطوات عدة ابرزها اجراء المصالحة الوطنية الحقيقية". وفي المقابل، انتقد العماد ميشال عون "النواب اللبنانيين الذين يبصمون على كل القرارات الغريبة، سواء كانت انتخاب رئىس او اتفاق دولي او تلزيم اي مشروع، متنازلين عن سلطة الشعب التي اعطيت لهم للدفاع عن حقوقه وتجسيد خياراته". وأضاف، في الذكرى الثامنة لإطاحته من قصر بعبدا "بين استحقاق اتفاق الطائف والاستحقاق الرئاسي بعد ثمانية اعوام، انحدر النواب الى قعر الهاوية وجرّوا معهم لبنان، ولا أمل بالخلاص إن لم يجسّد الشعب اللبناني ارادة تغيير شاملة لإطاحة هذه الطغمة في اول مناسبة ممكنة". وذكّر ب"اجتياح الدبابات السورية آخر معقل حرّ في لبنان" قبل ثمانية اعوام "تحت غطاء يتفاوت بين الصمت المتآمر للقوى الفاعلة في المنطقة والمباركة السرية لهذه العملية"، مشيراً الى "الغطاء الداخلي" الذي اعطي ل"الغطاء الخارجي"، وقاصداً سياسيي تلك المرحلة. وقال "بعض الباقين منهم اليوم، مع الطارئين بنعمة الإحتلال، يزحفون الى دمشق في كل مناسبة، او من دون مناسبة، يتملقونها لنيل المكاسب بالتوسل والتسوّل ويتلقون التوجيهات التنفيذية، مشكلين غطاء طاغياً لترسيخ الاحتلال". واعتبر حزب الوطنيين الاحرار "ان الطريقة التي اعتمدت لترجيح كفة العماد لحود كشفت حقيقة الوضع اللبناني الحالي". وحذّر من "مغبة استمرار التصرف انطلاقاً من معادلة الغالب والمغلوب التي يبدو ان البعض جادّ في تكريسها".