لم تعد ميزة «الأرض والجمهور» قاعدة رياضية يركن إليها المنتخب أو الفريق المستضيف، في زمن تقارب المستويات وصعوبة المهمات. المنتخب السعودي الأول لكرة القدم يستضيف مساء اليوم منتخب استراليا في الجولة الثانية من التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة بالبرازيل صيف 2014 بحسابات دقيقة للغاية فكل مباراة على الأرض وبين الجمهور يجب أن تكون الأرجحية الفنية تسير للمستضيف، لكن انقلاب المعادلة على الأقل في الجولة الأولى من التصفيات الآسيوية تجعلنا لا نركن كثيراً للقاعدة الرياضية التي تقول إن الأرض والجمهور تلعبان دائماً مع صاحب الأرض، فقد خسر منتخب الإمارات على أرضه وبين جماهيره أمام منتخب الكويت وخسر منتخب العراق أيضاً على أرضه من منتخب الأردن، ووجد منتخب الصين مشقة كبيرة لتجاوز منتخب سنغافورا، على رغم عاملي الأرض والجمهور، وكاد منتخب استراليا يتعرض لنكسة على أرضه وبين جمهوره في مباراته الافتتاحية أمام تايلند، إذ تخلف أمام جمهوره بهدف ملعوب وقلب النتيجة في أواخر الشوط الثاني بكثير من الجهد وقليل من الحظ. سيقف الجمهور خلف منتخبنا اليوم وسيكون هناك تعاطف من نوع آخر من أرضية الملعب، لكن المنتظر هو الجهد المبذول من اللاعبين طوال ردهات الزمن المحدد لشوطي المباراة، وقد ظهر المنتخب في الجولة الأولى أمام منتخب عُمان بمستوى مطمئن ووضحت بصمة المدير الفني السيد ريكارد وكانت الشخصية الأدائية للمنتخب في الشوط الثاني تعطي مؤشرات بتطور الأداء وارتفاع درجة الانسجام بين عناصر المنتخب. الفوز لا يتحقق بقاعدة «الأرض والجمهور» الفلسفية، بل بالتعب والعرق والعطاء من جميع اللاعبين، وكلهم محل الثقة، وأهلاً للمسؤولية، ونأمل أن يحافظ المدير الفني على التوليفة التي لعب بها المباراة الافتتاحية وأن يستثمر كل خبراته في مثل هذه اللقاءات الحساسة. منتخب تايلند منافس صعب على إحدى بطاقتي الترشح للمرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية، ويملك مقومات المنتخب المتكامل فنياً، وسيكون لقاؤه بمنتخب عُمان مهماً للعمليات الحسابية، ونأمل أن يتعادل الطرفان للمحافظة على حظوظ المنتخبين العربيين في هذه المجموعة، كما نأمل أن يحقق المنتخب السعودي فوزاً صريحاً يقفز به للصدارة بانتظار جولات الحسم المقبلة. [email protected]