كاد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم يقدم لنا «عيدية» عيد الفطر التي كنا ننتظرها بشوق ولهفة، وكاد ينتزع النقاط الثلاث في الشوط الثاني لولا الحظ الذي تخلى عن منتخبنا في مناسبات عدة. منتخب سلطنة عمان باغت المنتخب السعودي بفرصتين حقيقيتين في بداية المباراة، وكادت الظروف تعصف بآمالنا، لكن ثبات اللاعبين وثقتهم بأنفسهم منحاهم مساحة كافية من التفكير ومشاطرة المنتخب العماني ثم التفوق عليه في أغلب ردهات المباراة، بل كنا الأقرب للظفر بنقاط المباراة الثلاث. التعادل خارج الأرض يعد مكسباً، لكن المكسب الحقيقي كان في التوليفة الجيدة التي اختارها المدير الفني السيد ريكارد، وشعر المشاهد الهادئ المتزن بأن المنتخب السعودي ذو شخصية فنية أدائية داخل الملعب تبعث على التفاؤل في الجولات المقبلة. كان ياسر القحطاني أفضل فنياً وأكثر حيوية من ناصر الشمراني، وكان أقرب للمرمى وأرسل كرات عدة شكلت قلقاً بالغاً للحبسي، وكان من المفترض خروج الشمراني والإبقاء على ياسر القحطاني الذي لم يجد المساندة الفعلية من الشمراني وبعض لاعبي الوسط. أيضاً المشاهد الطبيعي، الذي يحكم بالمنطق والمنظور الفني العام، ولا ينجرف خلف العاطفة، يجد ان منتخبي استراليا وتايلاند أفضل من منتخبنا ومنتخب عمان عطفاً على أداء منتخبات هذه المجموعة، فقد ظهر منتخب تايلاند نداً قوياً لمنتخب لأستراليا وأحرجه على أرضه وبين جماهيره وتقدم عليه بهدف السبق وظل متقدماً حتى أتى الحظ في أواخر الشوط الثاني ليقدم الفوز هدية لمنتخب استراليا، وهذه الجولة مجرد رسالة تحذير لمنتخبنا ومنتخب عمان إذا كان المنتخبان العربيان يفكران فعلاً في انتزاع بطاقتي الترشح لمونديال البرازيل 2014 مواجهة المنتخب السعودي المقبلة ستكون أمام منتخب استراليا، وهي مواجهة مفصلية قد ترفع حظوظ المنتخب إلى القمة وتضعه في صدارة المجموعة، وسيكون الصراع في بقية المباريات قوياً جداً، ولن تكون هناك مباراة سهلة، وقد تحدث مفاجآت تعصف بأحد المنتخبات المرشحة وقد تهب رياح الحظ وتخدم منتخباً على حساب آخر، كل المطلوب الثبات على التوليفة والدعم الجماهيري والصمت الإعلامي. [email protected]