واشنطن – رويترز، أ ف ب – واصل موقع «ويكيليكس» الذي أعلن تعرضه لهجوم إلكتروني، نشر آلاف البرقيات الديبلوماسية الأميركية، فيما اتهمته واشنطن بتعريض حياة أفراد للخطر. وأفاد الموقع في رسالة على موقع «تويتر» بتعرضه «لهجوم إلكتروني»، ثم وجّه رسالة ثانية على «تويتر» أفادت بأن «ويكيليكس» عاد الى العمل. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن بعض الوثائق ال134 ألفاً التي كشفها «ويكيليكس» الأسبوع الماضي، تتضمن أسماء أشخاص تحدثوا الى ديبلوماسيين أميركيين، رافضين كشف هوياتهم. لكن «ويكيليكس» نفى ذلك. وأفادت برقية بأن الولاياتالمتحدة واستراليا حاولتا عام 2005 من دون نجاح منع إعادة انتخاب المصري محمد البرادعي مديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ اعتبرت أنه متساهل جداً في التعاطي مع الملف النووي الإيراني. وأفادت وكالة «رويترز» بأن خيبة أمل ناشطي «ويكيليكس» من تراجع اهتمام وسائل الإعلام بنشر البرقيات، هو سبب الإفراج الشامل عن الوثائق. في المقابل، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «الولاياتالمتحدة تدين بشدة أي كشف غير قانوني لمعلومات سرية. إضافة الى الإضرار بجهودنا الديبلوماسية، يعرّض ذلك أمن أفراد للخطر ويهدد أمننا القومي ويقوّض جهودنا للعمل مع دول على تسوية مشاكل مشتركة». وأشارت الى أن الإدارة الأميركية «تواصل التحرك للتخفيف من الأضرار التي يتسبب بها (ذلك) للأمن القومي، ولمساعدة الذين تأذوا من كشف (هذه الوثائق) غير القانوني، بقدر ما تسمح وسائلنا». لكنها رفضت التعليق على صحة الوثائق. وكان «ويكيليكس» أعطى في الماضي هذه الوثائق حصرياً لصحف، منها «نيويورك تايمز» و «لوموند» الفرنسية و «إلباييس» الإسبانية التي حررت البرقيات، لتفادي كشف المصادر. لكنه بات ينشر مباشرة بقية الوثائق ال250 ألفاً التي يملكها. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن أسماء أشخاص وشركات كُتب الى جانبها عبارة «حماية المصدر»، لم تحذف في بعض البرقيات، في ما اعتبره ستيفن افترغود، وهو متخصص في سرية الشؤون العامة، «تطوراً غير مسؤول». والمصادر التي كشفها «ويكيليكس» هي غالباً «أفراد ومنظمات غير حكومية أو شركات»، والذين حذرت اليسا ماسيمينو، رئيسة منظمة «هيومن رايتس فيرست» غير الحكومية، من أنهم «قد يتعرضون الى أعمال انتقامية» من حكومات لا تتوانى عن «التنكيل وإساءة المعاملة أو السجن». وعلّق الناطق السابق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي على تأكيد جوليان أسانج، مؤسس «ويكيليكس»، أن أحداً لم يمت بسبب التسريبات، قائلاً: «هذه ليست النتيجة الوحيدة (للتسريبات)، إذ ثمة أشخاص اضطروا الى الانتقال وآخرون فقدوا عملهم».