لم تجد الكثير من السعوديات بداً من التمسك بالقاعدة الشرعية «الضرورات تبيح المحظورات» لقضاء حوائجهن التي تعتمد على التنقل من طريق سيارات الأجرة في ظل عدم سماح الأنظمة بقيادة المرأة للسيارة في السعودية وعدم وجود وسائل نقل عام لهن، دفع الكثيرات منهن إلى الاعتماد على سائقي الأجرة لقضاء حوائجهن، خصوصاً اللائي يفتقرن منهن إلى وجود المواصلات الخاصة بسبب عدم وجود العائل من أب أو زوج أو أخ. واتفقت مجموعة نساء التقت بهن «الحياة» على أن السبب الذي يدفعهن للاعتماد تماماً على سائق الأجرة هو الحاجة القوية، وتقول المواطنة صالحة: «ليس لدي أبناء، وزوجي كبير في السن، وليس لدي من يقوم بإيصالي إلى عملي وقضاء حاجاتي، وكل ما استقدمت سائقاً خاصاً لا يمكث إلا أياماً معدودة أو شهراً واحداً فقط وبعدها يهرب، فلا أجد خياراً آخر سوى أن أركب سيارة الأجرة». وكثرة غياب زوج أم عبدالعزيز عن المنزل بحكم طبيعة عمله جعلتها تلجأ إلى سائقي الأجرة، مشيرة إلى أنها تتعامل مع مجموعة تثق بهم لكي يوصلوها إلى الأماكن التي تريدها، وبذلك تتجنب الركوب مع أي شخص لا تعرفه. وعلى رغم تعدد السيارات لدى إيمان إلا أنها لا تستغني عن سيارات الأجرة، وتقول: «أبنائي ليسوا متفرغين لي، فكل واحد منهم لديه عمله وارتباطاته الخاصة، وبذلك لا تتوافق مواعيدي مع مواعيدهم فيصعب الوصول إلى أحد منهم، وأضطر إلى الاعتماد بشكل كبير على سائقي الأجرة». وأكد سائقو أجرة التقتهم «الحياة» أن أغلبية الزبائن الذين يتم نقلهم هم من العنصر النسائي، إذ تصل نسبتهن إلى 75 في المئة، وتشمل السعوديات وغير السعوديات، موضحين أن ذلك غالباً يعود إلى قلة المواصلات التي تؤمن لهن مشاويرهن الخاصة. وذكر صاحب سيارة الأجرة ظافر الغامدي ل«الحياة» أن أغلبية زبائنه من النساء، وذلك بسب الحاجة وافتقار العائل الذي يتكفل بمشاويرهن الخاصة. ويتعامل الغامدي شخصياً مع الكثير من النساء داخل مدينة جدة وخارجها، إذ يقوم باستقبالهن من المطار وإيصالهن إلى مساكنهن وقضاء مشاويرهن خلال فترة الإقامة، منوهاً بأن فكرة لجوء السعوديات إلى سائق الأجرة الأجنبي عوضاً عن السعودي بدأت تتلاشى بصورة ملحوظة. من جهته أشار عبدالله (سائق أجرة) إلى أن بعض الأسباب التي تدفع بعض الرجال للركوب معه على رغم أن نسبتهم قليلة جداً مقارنة بالنساء، منها تعطل سيارته الخاصة، أو كونه سائحاً من خارج المدينة وليس لديه المعرفة الكافية بالأماكن التي يرغب في زيارتها، ولكن الأغلبية تكون مشاويرها من أو إلى المطار.