تشكلت في المدينةالمنورة وسائل نقل بديلة عن سيارات الأجرة القليلة أساسا وتصدرت تلك الوسائل سيارة الحوض المكشوف أو ما يعرف ب «الوانيت»، وبات من المألوف أن ترى نساء ورجالا وأطفالا من أهالي المدينة أو زائريها وهم يركبون مجبرين تلك السيارات في منظر كان رائجا فترة السبعينيات الميلادية عندما كانت سيارة الأجرة الصفراء نادرة وكان «الوانيت» سيد الموقف. وتواجه النساء بالذات صعوبات بالغة في قضاء مشاويرهن عبر سيارات الحوض المكشوف، وارتكبت في حق بعضهن حالات تحرش من قبل بعض أصحاب الوانيتات الذين يتجولون في شوارع المدينة دون وجود رقابة صارمة عليهم تساهم في حماية النساء العزل. وهنا تقول هنادي الصباحي من مدينة جدة إنها حضرت ووالدتها إلى زيارة المسجد النبوي الشريف عبر الطائرة «على أمل أن نجد سيارات أجرة منتشرة في كل مكان مثلما لدينا في جدة ولكني تفاجأت أن سيارات الأجرة في المدينة عبارة عن سيارة وانيت، وسيارات الأجرة قليلة جدا حتى تكاد تكون معدومة، والأمر السيئ أن أصحاب سيارات النقل هذه يتلفظون بألفاظ سيئة وسياراتهم معدومة ومتسخة من الداخل بشكل مقزز، ولا أعلم أين المسؤولون عن هؤلاء الذين يتجولون في كل مكان». وشعرت منال القثامي من مكةالمكرمة بالاستغراب من ركوب المرأة المدينية سيارة الوانيت «أين دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ينحصر في القبض على الشباب المتسوقين وترك أصحاب الوانيتات يتجولون في الشوارع دون معاقبتهم أو مجازاتهم؟، مع العلم أنني شاهدت موقفا في شارع سلطانة في إحدى زياراتي للمدينة استنكرته وبشدة»، فعند وقوفي على الرصيف في انتظار سيارة أجرة تقوم بإيصالي إلى الفندق تفاجأت بكم هائل من الوانيتات التي تقف أمامي، كل منهم يريد إيصالي ومع الأسف الشديد لم أجد سيارة أجرة واحدة تقوم بإيصالي وانتظرت نحو الساعة حتى أتت سيارة أجرة وأقلتني. وتعبر أم محمد عن استيائها الشديد من ندرة سيارات الأجرة في المدينةالمنورة «عندما أنوي الذهاب إلى السوق لا أجد غير الوانيتات مع أني أقوم بالركوب في الوانيت وأنا خائفة جدا وذلك بسبب ما نسمعه من مشاكل حدثت لبعض النساء اللاتي ركبن مع وانيتات، والأمر الغريب أن الوانيت أصبح حجة لمن يريد أن يعاكس ويتحرش بالنساء دون أن يجد من يعاقبه». وتروي الشابة عبير قصتها مع سيارات الوانيت «لا يوجد لدي سائق أو قريب يقوم بقضاء حاجياتي فأضطر إلى قضائها بنفسي، وعندما أخرج لإيقاف سيارة أجد أن كل من يقف لي هم أصحاب سيارات وانيت فأضطر إلى الصعود معهم لإيصالي إلى المكان الذي أريده، وقد تعرضت لمواقف سيئة من لعرض السائقين الذين يستغلون سياراتهم لأغراض سيئة في أنفسهم، وأتمنى من المسؤولين مكافحة هذه الظاهرة وإيجاد البديل حفاظا على كرامة نساء طيبة». إزاء ذلك، يرى مدير مكتب مدير عام شرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد الدكتور نايف المرواني أن انتشار الوانيتات والسيارات الخاصة التي تقوم بتحميل الركاب قضية شائكة وجديرة بالاهتمام، تحتاج إلى تضافر جهود عدد من الجهات وفريق عمل لمحاربتها «ومع الأسف أصبحت غالبية النساء في منطقة المدينة تشعر بالأمان المادي حين تقوم بإيقاف سائق وانيت؛ لأن صاحب الوانيت يأخذ أي مبلغ مقابل أن يوصلها للمكان الذي تريده وأحيانا لا يأخذ شيئا»، ونحن على مستوى الأمن تكاد لا تخلو قاعتنا الشرطية من حالات الخطف والسلب والنهب التي يقدم عليها صاحب سيارة الوانيت، وأكثر من يتعرض لهذه الحالات هم القادمون من خارج البلاد ومن خارج المدينة لأنهم يجهلون الأساليب التي يقدم عليها غالبية أصحاب الوانيتات مما أساء لسمعتنا، مع أن هناك من يتخذ التوصيل وسيلة لكسب الرزق ولكن الغالبية العظمى لها مآرب أخرى، وهناك حالات مضاعفة ومركبة تم القبض عليها وربما هناك حالات كثيرة لا تظهر بسبب خوف بعض النساء من الفضيحة لذلك لا تقوم بالإبلاغ عمن يقوم بالتحرش بها، وهناك حالات قامت برمي نفسها من الباب وعندما تتقدم ببلاغ فإنها لا تعلم شيئا عن صاحب السيارة سوى أنه سائق وانيت «والمسألة من وجهة نظري مسألة أمنية بحتة، والحل يتم عن طريق المنع من المرور ووزارة الداخلية والأمن العام لأن استخدام المركبة لغير أغراضها مسألة أمنية مرورية بحتة». وحول نوعية سائقي الوانيت، أوضح العقيد المرواني أنهم من موظفي الدولة، مشيرا إلى أن مواسم تكاثر سيارات أجرة الوانيت في المدينة هي الحج والعمرة. من جهته، أوضح مدير عام المرور في منطقة المدينةالمنورة العقيد سراج كمال أن المرور يسعى إلى محاربة ظاهرة تحميل الركاب من قبل الوانيتات وأصحاب السيارات الخاصة «لكننا لا نستطيع محاربتها بشكل كامل لوجود كم هائل من هذه السيارات، ولكننا استطعنا محاربتها في المنطقة المركزية وذلك بعدم دخول هذه المركبات إليها». ويرجع العقيد كمال سبب انتشار هذه الظاهرة إلى عدم وجود وسائل نقل أخرى مثل النقل الجماعي، سيارات الأجرة المرخص لها «ولمكافحة هذه الظاهرة يجب أن تتوافر وسائل نقل معتمدة وآمنة». ويتحدث المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينةالمنورة بندر الربيش عن دور الهيئة في الحد من حالات التحرش بالنساء من قبل سائقي الوانيتات في المدينة; «لقد تم القبض على عدد من هذه الحالات التي يتم الإبلاغ عنها أو مشاهدة رجال الهيئة لمثل هذه المضايقات أثناء جولاتهم الميدانية، حيث يتم القبض على السائق واتخاذ الإجراء المناسب في حقه وتحويله إلى الشرطة».