الزميل محمد المسحل كان يمارس النقد من خلال مقاله الأسبوعي، ومن خلال ظهوره الفضائي، وهذا من حقه؛ فمساحة الوطن بخطوط الطول والعرض تتسع للجميع، الآن وبعد أن أصبح المسحل في مقعد تحيط به الأضواء ومجهر العيون من كل الجهات الأصلية والفرعية عليه أن يتحمل ذلك؛ فالحياة هكذا -كما قال خالد الفيصل في إحدى روائعه-: «آخذ من أيامي وأرد العطية». تأخر التعاقد مع مدير فني للمنتخب من يناير إلى يوليو أي حوالي ستة أشهر، هذا التأخير ألقى بظلاله على المهتمين بمنتخب الوطن، وتناول الإعلام السعودي هذا التأخير بكل الوسائل المشروعة، وبعد التعاقد مع الجهاز الفني الجديد توقع الجميع أن يبدأ مهمته، ولكن شيئاً من ذلك لم يتم، بل أطل علينا الهولندي ريكاردو مرة واحدة، وليته لم يأت؛ فقد كان مشهد الحراسة الأمنية الملتفة حواليه توحي بأن الأمن لدينا «صفر»، وهذا شيء مقزز؛ فالأمن لدينا يسجل أعلى درجات الاطمئنان، ويتصدر القوائم الدولية الآمنة، وقد كان حراس ريكاردو يحولون بينه وبين الإعلام السعودي، وكأن هناك تعبئة مسبقة ضد الإعلام. لا يهم؛ فالوقت يتسرب، والمدير الفني يمتر شوارع أمستردام، والمسحل يتوسد مخدة كبيرة في مهمته الخارجية، وبقي المنتخب السعودي بدون تحضيرات وبدون تجهيز قبل خوض مباراتيه المهمتين بعد العيد، أمام عمان وتايلند. قد يضيق المسحل ذرعاً من هذا الطرح، وتتسع لديه الحساسية من الإعلام إذا قلنا إن مهماته الخارجية لا تزال تعوم في بحر شهر العسل، والنوم في العسل قد يغط بطموحاتنا للذهاب لمونديال 2014، وليس أدل على سوء الوضع من عدم تسلم المدير الفني لعمله بحجة الإجازة الممنوحة للاعبين الدوليين، وعدم خوض لقاء ودي في يوم «الفيفا» الذي استغلته جميع المنتخبات الآسيوية وأجرت لقاءات تحضيرية؛ فلعب منتخب الكويت أمام كوريا الشمالية، واليابان أمام كوريا الجنوبية، وسوريا واجهت كازاخستان، والصين التقت منتحب جامايكا، وأستراليا قابلت ويلز، أما منتخبنا فلا يزال جهازاه الفني والإداري نائمين في العسل. المنتخب بحاجة إلى مباراة ودية واحدة على الأقل أثناء معسكره التحضيري في الإمارات، وبحاجة إلى ترتيب أوراقه بشكل جدي؛ للرد على منتخبي أستراليا وتايلند التي أعلنت ارتياحها من القرعة بل صرح الطرفان بأن المجموعة سهلة، وهذه رسالة مبطنة للمنتخبين العربيين، وخاصة النائمين في العسل. [email protected]