طلبنا الصمت من الإعلاميين طوال الأسبوع الماضي، لأن الصمت أفضل وسائل الدعم للمنتخب في مهمته أمام منتخب تايلاند، ثم أمام منتخب عُمان، والآن الفرصة متاحة أمام كل النقاد والإعلاميين للإدلاء بدلوهم في كل ما يتعلق بالمنتخب السعودي الأول، الذي يستعد للمرور من عنق زجاجة منتخب أستراليا في سيدني بعد مائة يوم من الآن. تلوح في الأفق معالم العودة للمربع الأول، من خلال إقامة معسكر طويل المدى تأهباً للجولة الأخيرة في مجموعتنا، ومن دون شك فقد أثبتت التجارب العديدة أن المنتخبات التي تعتمد على اختيار أفضل اللاعبين من خلال منافسات الدوري المنتظمة أفضل من الاختيار الموسع وعمل تجارب في معسكر طويل وممل، وهذا يعني في حالة اعتماد معسكر طويل المدة أن جاهزية المنتخب للمباراة الحاسمة سيكون أقل من المتوقع لاعتبارات فنية ولياقية ونفسية بحتة. لتفرض أنه تم اعتماد المعسكر الطويل المدى بحسب رغبة المدير الفني السيد ريكارد «ولا نعلم هل هذه رغبته الحقيقية أم رغبة السياحة الإدارية»، فلنفترض أن هذه رغبة المدير الفني، فهل يستطيع توفير المباريات التي يريد تجربة اللاعبين من خلالها؟. الذي يعرف أوضاع الفرق العالمية خلال شهر فبراير من كل عام يعرف أن هذه الفترة ذروة المنافسات المحلية في أوروبا، وبالتالي لن يجد أي فريق يلعب مع منتخبنا الوطني، أما إذا ظهر السيد ريكارد أو المدير الإداري محمد المسحل وأكدا أن المباريات ستكون مع منتخبات قوية، فهذه أيضاً لن تتحقق لأن كل أيام الفيفا لعام 2012 محجوزة ومعلنة وكل المنتخبات المرموقة اعتمدت مبارياتها في هذا اليوم، أما إذا أتى التبرير بأنه سيتم اللعب مع منتخبات عالمية أو فرق معروفة خارج يوم الاتحاد الدولي، فهذا أيضاً لن يتحقق ولن يوافق أي منتخب أو أي فريق عالمي على اللعب معنا، لأن الجميع حينها ملتزمون بالاستحقاقات المحلية الهامة. ولنفرض أن فكرة المعسكر ستتم في القارة الآسيوية، فمن نلعب معه مباريات ودية؟ هل نلعب مع فرق ومنتخبات آسيوية هزيلة التي لا تنفعنا فنياً؟، أم نحاول اللعب مع منتخبات قوية وهي لن توافق على طلبنا نهائياً؟. نحن أمام شطحة جديدة قد تقذف بنا نحو المجهول، وقد تضعنا على حافة أربع سنوات جديدة من الانتظار لا سمح الله. [email protected]