شنّت قوات الأمن السورية عملية أمنية موسعة ومفاجئة في مدينة كناكر في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً. كما واصلت قوى الأمن مداهمات في مدن أخرى بريف دمشق من بينها الزبداني وبرزة والحجر الأسود والسيدة زينب والكسوة وحرستا حيث انتشرت قوات من الأمن والجيش في الشوارع واعتقلت المئات. في موازاة ذلك، وصف ناشطون درعا بأنها في «حالة غليان». وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن المدينة «تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً في الأسواق الرئيسة وخصوصاً في ساحة الحرية (السرايا)»، مشيراً إلى وجود سيارات تابعة لقوى الأمن وعشرات العناصر الأمنية يحملون الهراوات. وأوضح الاتحاد أن هذا الانتشار الأمني يأتي بعد دعوات أطلقها أهالي درعا لإضراب عام تضامناً مع حمص والمدن المحاصرة وعلى خلفية التظاهرات الليلية في كل أحياء مدينة درعا. كما أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن حملة مداهمات واعتقالات في حي عشيرة في حمص صباح أمس، قائلاً إن «المنطقة مغلقة عسكرياً وأمنياً من الصباح الباكر يمنع الدخول إليها أو الخروج منها». وعن التطورات في ريف دمشق، قتل أحد عشر شخصاً على الأقل بينهم طفل في السابعة من العمر برصاص رجال الأمن أثناء عمليات مداهمة في مدينة كناكر (50 كلم جنوب غربي دمشق)، بينما استمرت الحملات الأمنية في عدد من مدن ريف دمشق، تم اعتقال مئات فيها. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي إن «الأمن العسكري نفذ عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصاً واعتقل أكثر من 250 شخصاً». وأورد قربي لائحة بأسماء القتلى. وأكد أن «العملية الأمنية التي تمت في كناكر (25 ألف نسمة) تقدمها تركس (جرافة) ترافقه دبابات من الجيش استهدفت الأشخاص التي تراوح أعمارهم بين 15 و40 سنة». وأكد قربي أن «عملية المداهمة جرت في كناكر كردٍّ انتقامي لأنها أدت دوراً بتزويد مدينة درعا بالمؤن». ونشر «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» بعض أسماء قتلى كناكر وهم: أحمد قبار الملقب أبو عرب (19 سنة)، وبراء جميل عباس (13 سنة)، وماجد عزو المصري (26 سنه)، وأحمد سعد الدين الأطرش (19 سنة)، والطفل حمزة ياسين عيسى (11 سنة)، محمد غزال، محمد الشيخ سليمان. إلى ذلك، أفاد «اتحاد تنسيقية حرستا وعربين وزملكا» بأن شاباً من آل قاسم هو محمود طه قاسم من أبناء مدينة حرستا متزوج منذ ثلاثة أشهر قتل على أيدي قوات الأمن على مفرق سليمة وهو عائد من عمله راكباً على دراجته النارية، موضحاً انه تم تسليم جثمانه إلى ذويه بعد احتجازها لأكثر من 12 ساعة. وأشار المرصد السوري إلى أن «حملة أمنية بدأت فجر (أمس) في حي برزة حيث انتشرت قوات من الأمن والجيش في شوارع الحي كافة». وأوضح المرصد أن «حوالى 14 حافلة خضراء اللون مليئة بعناصر مدججة بالسلاح وسيارات فيها عناصر مسلحة بأسلحة رشاشة شوهدت في الشارع العام»، معرباً عن «تخوف من بدء حملة مداهمات للبيوت واعتقالات». وأكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي «اعتقال نحو 300 شخص مساء أمس وأول أمس في مدينة السيدة زينب والمئات في مدينة الحجر الأسود (ريف دمشق)» كما لفت إلى «استمرار حملات الاعتقالات في حي برزة في دمشق في الزبداني». وأشار المرصد إلى «توجه الكثير من سيارات الأمن والجيش من الصبورة (ريف دمشق) نحو الزبداني التي شهدت خروج تظاهرة مسائية» أول من أمس. وتابع «كانت هناك سيارات أمن وجيش تسير في الشوارع ترافقت مع حملة اعتقالات للناس من الشوارع والحواجز ومصادرة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة مع ازدياد ملحوظ في عدد الحواجز الأمنية المنتشرة في المدينة». كما تحدث اتحاد التنسيقيات عن انتشار كثيف جداً للأمن والشبيحة والجيش في منطقة السهل والحارة الغربية في الزبداني واعتقالات عشوائية بالجملة، وعن عودة إضراب المسجونين عن الطعام في سجن الحسكة احتجاجاً على استمرار اعتقالهم على رغم مرسوم العفو الرئاسي عن السجناء السياسيين. ولفت المرصد السوري إلى أن درعا «تخضع منذ السبت لحظر تجول يومي يمتد من الساعة 12 (9 تغ) وحتى الساعة 4 (1 تغ) مع التشديد (الإجراءات الأمنية) على مداخل المدينة وانتشار حواجز للجيش». وأكد أن «المدينة في حالة غليان». كما ذكر ناشط حقوقي من حلب أن «مئات المحامين قاموا بالاعتصام داخل منتدى النقابة في قصر العدل في حلب». وأضاف الناشط أن «المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة وتأكيد حرمة الدم السوري وهم يهتفون: لنقابة حرة حرة والشبيحة تطلع برة». وأشار الناشط إلى أن «أمين فرع النقابة قرر إغلاق المنتدى لأجل غير مسمى داعياً المحامين إلى فض الاعتصام». كما تحدث اتحاد التنسيقيات عن تظاهرات عمت كل شوارع دير الزور ليل أول من أمس، وعن اعتصام للمهندسين أمام نقابة المهندسين احتجاجاً على الاعتقالات التعسفية، موضحاً أيضاً أن الكثير من أحياء مدينة اللاذقية شهد تظاهرات ليلية تهتف للحرية، ورفضاً قانون الأحزاب الجديد.