قال ناشطون إن تظاهرات ليلية واسعة قام بها الآلاف من أهالي ريف دمشق تضامناً مع مدينة كناكر التي تعرضت لحملة أمنية عنيفة أول من أمس، تحولت إلى أعمال عنف ومداهمات من قبل السلطات التي حاصرت المناطق التي شهدت تظاهرات واعتقلت ما لا يقل عن 100 شخص.كما واصلت الاعتقالات صباح أمس بتوقيف العشرات في منطقة الجوبر في ريف دمشق. وبينما اعتبرت السلطات أن الحملة الأمنية في كناكر وغيرها من مناطق ريف دمشق جاءت في إطار تعقب ل «مجموعات إرهابية مسلحة»، دعا ناشطون على موقع «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى جعل يوم أمس «خميس توزيع المناشير»، حاضين السوريين على طبع مناشير ونشرها في المدن المختلفة لتوضيح حجم الانتهاكات التي ترتكبها قوى الأمن، وذلك قبل جمعة «صمتكم يقتلنا» اليوم. وأفاد ناشط حقوقي أن عدة تظاهرات ليلة جرت ليل أول من أمس في بعض أحياء دمشق وفي قطنا في ريف دمشق العاصمة تزامنت مع حملات مداهمة واعتقالات جديدة طاولت أكثر من مئة شخص. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان: «تظاهر أحرار قطنا يوم أمس بعد صلاة العشاء للخروج نصرة لكناكر التي ناصرتهم أيام حصارهم لكن سرعان ما قمعها رجال الأمن والشبيحة الموجودين بكثافة في المدينة». وأوضح المرصد: «انهم قاموا بمحاصرة التظاهرة بسيارتي بيك آب مزودتين برشاش خلفي وعدة سيارات مليئة برجال الأمن المدججين بالسلاح وقاموا باعتقال شاب». وكانت قوات الأمن نفذت فجر الأربعاء عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصاً بينهم طفل في السابعة من العمر برصاص رجال الأمن في مدينة كناكر (50 كلم جنوب غربي دمشق)، بينما اعتقل أكثر من 250 شخصاً. وقام الآلاف من أهالي كناكر أمس بتشييع عدد من قتلى المدينة وسط هتافات مناهضة للنظام. وأشار المرصد إلى أن «قوات الأمن كانت قد نفذت مداهمات للمنازل واعتقال للشباب بعد صلاة المغرب»، لافتاً الى أن مدينة قطنا ما زالت تشهد وجوداً أمنيا كثيفاً». وأكد المرصد «وجود حاجز أمني على مدخل قطنا ودبابتين على مدخل البلد بالإضافة لحاجز أمني آخر على طريق كفرقوق عند سكة القطار مع انتشار واضح للعناصر الأمنية والشبيحة في شوارع قطنا». وفي دمشق، خرجت تظاهرة في شارع خالد بن الوليد «شارك فيها مجموعة من الشبان والشابات وأغلقوا الشارع لفترة وجيزة كما خرج مئات الشبان من حي المزة الشيخ سعد وهتفوا بإسقاط النظام» بحسب المرصد. وأضاف: «تجمع عدد من شبان حي برزة في دمشق للتظاهر بعد صلاة العشاء قرب جامع السلام فهاجمتهم سيارة كيا لونها أزرق فيها 4 شبيحة مسلحين ثم تلاها وصول 3 باصات لقمع التظاهرة»، مشيراً الى أن «التظاهرة ما لبثت أن انفضت». وأشار المرصد الى أن «قبل صلاة المغرب بدأت قوات الجيش بالخروج تدريجياً مع بقاء وجود أمني قليل في هذا الحي الذي نفذت فيه قوات الأمن السورية فجر أمس (الأربعاء) عملية أمنية كبيرة حيث انتشرت قوات كبيرة من الأمن والجيش وبدأت عملية مداهمة للبيوت واعتقال أكثر من 100 شخص بناء على قوائم كانت معهم». وأضاف: «كما خرجت تظاهرة نسائية مسائية في منطقة الحجر الأسود (ريف دمشق)». في موازاة ذلك، أفاد الإعلام الرسمي السوري أن «قوات حفظ النظام تعقبت أمس مجموعات إرهابية مسلحة قامت بترويع المواطنين الآمنين في منطقة كناكر بريف دمشق». وأكدت أن «المواجهة أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر تلك المجموعات المسلحة وجرح اثنين آخرين واصفة العملية التي نفذتها قوات حفظ النظام «بالنوعية والناجحة». إلى ذلك، تصدى أهالي منطقة دير الزور لقوات الأمن التي أستأنفت أمس حملاتها في عدة أحياء من مدينة دير الزور في شرق سورية بإقامة حواجز، كما ذكر ناشط حقوقي. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات الأمن السورية قامت بعمليات مداهمة في أحياء عدة من مدينة دير الزور منها الجورة والحميدية والحويقة والجبلية والعمال تصدى لها الأهالي بإقامة حواجز». وأشار الى أن «هذه الحملات لم تثمر إلا عن اعتقال شخصين»، لافتاً الى أن «اعتقالهما تم مباغتة». وأوضح رامي عبد الرحمن أن «قوات الأمن عادت بعد غياب لتسيير دورية أمنية جالت في المدينة بسيارات بيك أب عليها رشاشات من العيار المتوسط». ولفت الى أن «النشطاء اعتبروا ذلك استعراضاً للمحافظ الجديد» الذي تم تعيينه بعد أن شهدت هذه المدينة الجمعة تظاهرة ضخمة. يذكر أن مدينة دير الزور شهدت يوم الجمعة تظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من 550 ألف شخص بحسب ناشطين حقوقيين. لكن التلفزيون السوري الحكومي نفى أن تكون التعبئة بلغت هذا الحد، مؤكداً أن ألفي شخص فقط شاركوا في تظاهرة دير الزور. وأشار عبد الرحمن الى أن المدينة «تشهد يومياً اعتصامات مسائية في ساحة الباسل التي أطلق عليها المحتجون اسم ساحة التحرير».