أثار إغلاق معبر رفح في شكل مفاجئ أمس من جانب السلطات المصرية غضب مئات المسافرين الذين تظاهروا أمام بوابته المصرية ورددوا هتافات مطالبة بفتحه، في وقت نفت القاهرة إغلاقها المعبر، مشيرة إلى أن أعمال صيانة تجرى في الجانب الشرقي منه حالت دون تشغيله بكامل طاقته. وفي وقت لاحق، أعلنت القاهرة فتح المعبر على رغم الإصلاحات، وقال مسؤول في المعبر إنه بدأ فعلاً توافد العابرين من الجانبين، مشيراً إلى أن السلطات استجابت لتشغيل المعبر من الجانبين، على أن يعبر المسافرون مترجلين من دون سيارات نظراً إلى الإصلاحات الجارية التي تعوق دخول السيارات. وكان عدد من الفلسطينيين المقبلين من قطاع غزة اعترض على إعاقة الدخول إلى مصر بسبب الإصلاحات. وقال شهود ل «الحياة» إن 300 مسافر كانوا ينتظرون أمام البوابة نزلوا من الباصات وشرعوا في طرق البوابة وهزها إلى أن فُتحت أمامهم، لكنهم لم يدخلوا الأراضي المصرية بل ظلوا معتصمين أمام البوابة وشرعوا بترديد هتافات من بينها «الشعب المصري وين» و «الشعب يريد إنهاء الحصار»، وأوضحوا أن طول انتظار المسافرين أمام البوابة المغلقة أثار حنقهم، ما دفعهم إلى الاحتجاج ومحاولة اقتحامها. وقال نائب مدير هيئة المعابر والحدود التابعة للحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة بشير أبو نجا ل «الحياة» إن «السلطات المصرية أغلقت معبر رفح صباح اليوم (السبت) في صورة مفاجئة، ما حال دون مغادرة المسافرين على متن ست باصات إلى القسم المصري من المعبر». وأضاف أن «السلطات المصرية لم تبلغنا مسبقاً بقرارها إغلاق المعبر كي يتسنى لنا إبلاغ المسافرين المسجلين مسبقاً في كشوف للسفر البالغ عددهم نحو 500 مسافر». ووجهت إدارة المعابر والحكومة في غزة مذكرتين عن المعبر وآلية العمل فيه إلى كل من وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة المصريين بعدما نجح وكيل وزارة الخارجية الدكتور غازي حمد في إجراء اتصالات مع مسؤولين مصريين في الوزارة والجهاز. وقال أبو نجا إن المسؤولين المصريين وعدوا بعودة العمل في المعبر كالمعتاد اليوم، الأمر الذي أكده سفير فلسطين في القاهرة بركات الفرا الذي قال إن «السلطات المصرية أبلغتهم عزمها إعادة فتح معبر رفح واستئناف العمل فيه» بعد ظهر أمس. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلت عن مسؤول مصري أن إلغاء العبور من معبر رفح أمس جاء «بسبب الإصلاحات الجارية للبوابة الرئيسة من الجهة الشرقية والمؤدية إلى قطاع غزة، إذ توجد سقالات خشبية عليها تعوق حركة المرور، وسيتم تشغيل الميناء فور الانتهاء من الإصلاحات الجارية في أقرب وقت ممكن». في الوقت نفسه، أكد شهود أن حركة الأفراد على المعبر تسير بصورة طبيعية، وأن السلطات منعت فقط مرور الباصات. وقال محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبدالوهاب مبروك إن أعمال الصيانة الفنية «تسمح بدخول المسافرين مترجلين من دون حافلات»، مشيراً إلى محاولة عدد من المسافرين الفلسطينيين المقبلين إلى الجانب المصري الدخول بالقوة من البوابة الشرقية لمصر لإفساح الطريق لدخول الباصات، «لكن الجانب المصري تدارك الموقف وأقنعهم بدخول المعبر سيراً على الإقدام». وأضاف أن «حركة المسافرين تسير بصورة طبيعية وفق التسهيلات التي قدمتها مصر أخيراً لعبور الفلسطينيين من قطاع غزة وإليه وبدأ تطبيقها مطلع الأسبوع الماضي»، لافتاً إلى وصول عشرات الفلسطينيين المقبلين من مصر والدول العربية لصالة المغادرة في طريقهم إلى قطاع غزة وإنهاء إجراءات مغادرتهم الأراضي المصرية. وكانت مصر أعادت فتح معبر رفح في شكل دائم في 28 أيار (مايو) الماضي بعد 4 سنوات من إغلاقه.