أبرزت حلقة النقاش التي قدّمتها حملة السكينة من خلال موقعها الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي بموضوع «إنكار المنكر»، تخوّفاً واستياء من بعض المشاركين فيها، ممن يمارسون الاحتساب باستخدام اليد من دون حق، وبأساليب منافية لأسلوب الدعوة الصحيح، مشدّدين على ضرورة عدم تجاوز الضوابط المقبولة في الاحتساب، بعيداً عن إلحاق الضرر بأحد. وكان عدد من المشاركين من المملكة، تناولوا بعض حالات التطرّف التي قام بها البعض من منطلق الاحتساب، إلا أنهم اعتبروها أشبه بموجات تحضُر في أوقات وتغيب في أخرى، وفقاً للظروف والأحوال التي تحدث في المجتمع، في حين أبدى بعض المشاركين من مصر ومن تونس رفضهم من قيام بعض الجماعات بتدمير بعض دور السينما وبعض الأماكن الأخرى التي يعتبرونها منكراً، مبدين اتفاقهم على أن إنكار المنكر لا يتم بهذه الطريقة، ولا يحقق الرسالة المراد إيصالها إلى المجتمع، لكونها جاءت بطريقة عنيفة وغير متناسبة مع الدعوة الصحيحة. واعتبر بعض المشاركين السعوديين أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، شهدت خلال الأعوام الثلاثة الماضية تغيّراً إيجابياً على مستوى التعامل مع أفراد المجتمع وعلى مستوى ممارستها لدورها، مقرّين بوجود بعض الحالات الخاطئة التي قد مارستها، إلا أنهم يرفضون اعتبارها مقياساً يعكس عملها بشكله المتكامل، موجّهين رسائلهم ومطالباتهم إلى المحتسبين الذي لا ينتمون إلى جهة رسمية تُعنى بمتابعة الناس وأفعالهم، مطالبيهم بتجنّب الأساليب الخاطئة، والعمل على ضبط النفس، والسير وفق ما تدعو إليه الشريعة الإسلامية. بدوره أكد مدير حملة السكينة الدكتور عبدالمنعم المشوّح، أن طرح الحملة لمثل هذه المواضيع نابع من أهميتها، منوّهاً بضرورة حضور الشفافية والصدق في تناولها والتطرّق إليها، حتى لا تظل جوانبها مغيّبة لدى المجتمع، مضيفاً: «سنعمل على الرفع للجهات المعنية بالنتائج التي توصّلنا إليها في حلقات النقاش التي قمنا بها، إضافة إلى إبداء رغبتنا في المشاركة معهم في ورش عمل للخروج بنتائج جيدة». يذكر أن حلقة نقاش «ضوابط إنكار المنكر» التي قدّمتها حملة السكينة، شاركت فيها فئات من مجموعة دول، وتناولت ثلاثة محاور، هي: فضل وأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتأكد من كون المنكر منكراً شرعياً مخالفاً للدليل وليس من المسائل الخلافية، وبشاعة تتبع العورات ونشرها والتجسس على الآخرين.