حذّرالشيخ عبدالمنعم بن سليمان المشوح مدير "حملة السكينة" التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية من انتهاك البعض للحرمات وتتبّع العورات ونشرها عبر المواقع الإلكترونية، والتجسس على الآخرين لإثبات المنكرات، وقال: أولت "السكينة" اهتماماً بتصحيح هذه المفاهيم المغلوطة التي تؤدي إلى الفتنة والبلبلة من خلال سلسلة من المناقشات العلمية تأتي ضمن سلسلة حوارات شرعية هادئة تطرح فيها الحملة القواعد الشرعية وفق الأدلة الواضحة من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وسيرة كبار العلماء، مبيناً أن هذه الحوارات المفتوحة لاقت إقبالاً من فئات متنوعة من بلدان كثيرة في العالم العربي والإسلامي. وأضاف المشوح: الحوارات والمناقشات التي تقوم بها "السكينة" تدور حول ثلاثة محاور أساسية: أولها فضل وأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتأصيل ذلك علمياً، والثاني: النقاش العلمي والطرح الموضوعي والتأكد من كون المنكر مخالفاً للدليل وليس من المسائل التي يسوّغ فيها الخلاف، ولا يعني ذلك أن كل خلاف معتبر، لكن هذا الاختلاف (السائغ) يوضع في عين الاعتبار، والمحور الثالث من المناقشة يتعرّض إلى بشاعة تتبّع العورات ونشرها، والتجسس والتحسس لإثبات المنكرات. فالقاعدة أن الخير يُنشر والشر يُطمر ويُخفى ويعالج بالكتمان، إلا ما ظهر علنًا وانتشر فيعالج علنًا وفق الضوابط الشرعية كذلك وعبر القنوات الرسمية التي تُقدّر المصالح العامة والمفاسد المترتبة على الإعلان. وأفاد المشوح أن المناقشة العلمية تتعرّض إلى أهمية مراعاة المصالح والمفاسد في الإنكار بحيث لا يترتب على الإنكار مفاسد قد لا يُدركها المُنكِر في حينها؛ لذلك يلزم الرجوع إلى أكابر العلماء المعنيين بالشأن العام والرجوع إلى الجهات ذات العلاقة فهي المعنية شرعاً ورسمياً بمعالجة المنكرات العامّة الظاهرة. كذلك مراعاة مراتب الإنكار فليس لكل أحد الإنكار باليد إنما الإنكار باليد لأهل اليد والسلطة والمعنيين بذلك حتى لا تكون فوضى، فالدين الإسلامي دين نظام ومحافظة على الحقوق، والتعدي باليد تعدّ على الحقوق لذلك ليس للأفراد سلب الحقوق أو إتلاف الأعيان. مضيفاً أن هذه النقاشات تستهدف التأكيد على هذه الضوابط الشرعية وإقرارها تقوية لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس إضعافاً، فهناك فرق بين القوة والعنف، فاللين والرفق في موضعه قوة، وإتباع الشرع قوة، والفوضى والتعدي على الناس ضعف وإن حمل في ظاهره نبرة عنيفة.