أمل الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في المنظمة الفرنكوفونية رئيس الحكومة الفرنسية السابق جان بيار رافاران، الإسراع في تشكيل حكومة لبنان «لتفعيل التعاون بين البلدين»، مؤكداً خلال جولة له على المسؤولين اللبنانيين أمس، أن بلاده «ملتزمة بقوة بوحدة لبنان واستقراره وسيادته»، وشدد على «أن هذا البلد سيحدد بنفسه خطواته المستقبلية». وزار رافاران يرافقه السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون رئيس الجمهورية ميشال سليمان واستعرض معه مسار العلاقات اللبنانية - الفرنسية وسبل تعزيزها وتطويرها، كما أطلعه على النشاطات التي تقوم بها المنظمة على المستويات السياسية والثقافية والتحضيرات للقمة المقبلة. وسلم رافاران الرئيس سليمان رسالة دعم وتأييد من نظيره الفرنسي ساركوزي. وزار المسؤول الفرنسي رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعرض معه التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، في حضور محمود بري ومسؤول العلاقات الخارجية في «حركة أمل» طلال الساحلي. كما زار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وقال بعد اللقاء: «أزور لبنان راهناً بصفتي ممثلاً شخصياً للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في المنظمة الفرنكوفونية، وجئت للعمل مع زميلي اللبناني خليل كرم على درس ملفات عدة تخص الفرانكوفونية في مجال التربية والتعليم والتطور الثقافي والاستراتيجية السياسية، إضافة الى موضوع العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا، وكلفني الرئيس الفرنسي نقل رسالة الى رئيس الجمهورية تعبر عن دعمنا للجهود الآيلة الى تحقيق الاستقرار في لبنان ومواجهة الصعوبات في المنطقة. وعبرت لرئيس الحكومة المكلف عن إعجابي بوضوح الرؤية والخبرة لديه، وتحدثنا عن الحكومة الجديدة التي هو في صدد تشكيلها، وإن فرنسا تأمل بالتأكيد أن يتيح تشكيل هذه الحكومة في أسرع وقت، الفرصة لاستئناف التعاون بين الوزارات المختصة في البلدين في عدد من مشاريع التعاون المشتركة». وأضاف: «بين لبنان وفرنسا علاقة صداقة متينة وثابتة، ونحن متعلقون جداً باستقلال لبنان واستقراره وسيادته، وواثقون بأن لبنان سيحدد بنفسه خطواته المستقبلية، كما أننا ندعم كل المبادرات القائمة حالياً في هذا الاتجاه». وعن إمكان وجود مبادرة فرنسية - أوروبية لدفع باتجاه تشكيل الحكومة اللبنانية، قال: «الحكومة اللبنانية سيدة نفسها، نحن أصدقاء للبنان ونواكبه باستمرار كلما طلب منا ذلك، لكننا في الوقت ذاته نحترم سيادة لبنان ونتمسك بوحدته وبالعيش المشترك بين أبنائه، ونعتقد أن لبنان يشكل راهناً نموذجاً للتمازج بين الاختلافات الثقافية والحاجة الى الوحدة والقيم المشتركة التي نتعلق بها. لبنان بالنسبة إلينا هو نموذج للوحدة على رغم الاختلافات القائمة، ومن هذا المنطلق نأمل في أن يقوم المسؤولون اللبنانيون بالمهمات المطلوبة منهم وأن يتكلوا على صداقة فرنسا ووفائها وولائها وتحركها الى جانب لبنان وليس للحلول مكانهم». وانتقل رافاران الى «بيت الوسط»، حيث التقى مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال للشؤون الخارجية محمد شطح وعرض معه الأوضاع في لبنان وآخر التطورات في المنطقة والمساعي المبذولة لإعادة تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال رافاران: «كانت لي محادثات مهمة جداً معه، وأود أن أؤكد أن فرنسا تشدد على صداقتها للبنان، وهي ملتزمة بقوة بالوحدة والاستقرار والسيادة في هذا البلد. لذلك تأمل فرنسا من كل المعنيين اليوم بتأليف الحكومة أن يتمكنوا من تحقيق هدفهم، وتعتبر أن الصداقة في العالم أجمع بحاجة اليوم لأشخاص يعرفون الفوارق بقدر ما يعرفون مفهوم الوحدة، وأن يتمكن هؤلاء من العمل بإرادة طيبة في لبنان. وأضاف: «من الواضح أن هناك الآن عوامل كبيرة لعدم الاستقرار في المنطقة، ولكن من المهم جداً أن نتمكن من التجمع حول لبنان، لكي يكون ذاك القطب للنمو والاستقرار الذي تحتاجه المنطقة».