تسلم الرئيس اللبناني ميشال سليمان رسالة خطية من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، تتضمن «التعزية باللواء وسام الحسن والضحايا الذين سقطوا، وتأكيد تضامن فرنسا الكامل مع لبنان وشعبه، واعتبار هذه الجريمة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلد وشل المؤسسات». ودعا هولاند في رسالته التي نقلتها إليه الوزيرة الفرنسية المكلفة شؤون الفرنكوفونية يامينا بنغيغي، مع وفد في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي في القصر الجمهوري، اللبنانيين إلى «وضع مصلحة بلادهم فوق كل اعتبار لحمايته من كل محاولات زعزعة الاستقرار فيه من أي جهة أتت». وجدد «التزام فرنسا الدائم بأمن لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته، ودعمها المستمر له». وعقدت الوزيرة الفرنسية مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع السفير الفرنسي في قصر الصنوبر، عبرت فيه عن «تضامنها مع الشعب اللبناني بعد الحداد الذي طاول البلد في 19 تشرين الأول (أكتوبر)، وقالت: «العيد العشرون لصالون الكتاب الفرنكوفوني يتيح لي الفرصة بأن أنقل رسالة صداقة وثقة وتضامن من فرنسا إلى لبنان، البلد الذي تربطها به علاقات وثيقة». وأعلنت أنها بحثت في لقائها مع رئيس الجمهورية عناوين عديدة، منها علاقات الصداقة والعلاقات الثقافية والإنسانية، ووقوف فرنسا إلى جانب لبنان، وتحديات الفرنكوفونية والمساحة الفرنكوفونية، ومكانة لبنان في هذه المساحة، «فلبنان بتاريخه يحمل عالياً قيم الفرنكوفونية وفرنسا». مساندة جهود سليمان وعن دعوة «14 آذار» إلى تغيير الحكومة بعد اغتيال اللواء الحسن، وموقف فرنسا من هذه الدعوة، أجاب السفير الفرنسي: «كل ما يجب أن يقال قيل بوضوح من قبل فرنسا منذ الجمعة الماضي، وتجسد برسالة تضامن من خلال زيارة الوزيرة بنغيفي ومن خلال التركيز على ثلاثة أمور وهي: رفض اللاعقاب من جهة، ودعوة اللبنانيين إلى التوحد في وجه الفخاخ التي يمكن أن يقودها اليهم الانقسام، وضرورة عمل المؤسسات لخدمة اللبنانيين والأمن في لبنان والتفتيش عن الحقيقة، كل ذلك في ظل حكومة قادرة على أن تحكم وقوى أمنية قادرة على القيام بمهماتها، وانطلاقاً من هنا بدأ الرئيس سليمان مشاوراته ويعود إليه كرمز للمؤسسات أن يجري المشاورات ونحن نساند جهوده في ذلك». وأوضحت بنغيغي أن «فرنسا كانت واضحة، وهي دعت كل المسؤولين السياسيين إلى الحفاظ على وحدة لبنان وحمايته من كل محاولات زعزعة استقراره، وهذا ما دعا إليه وزير الخارجية لوران فابيوس ورئيس الجمهورية فرانسوا هولاند في مواقفهما». وتطرقت الوزيرة الفرنسية إلى عمل الوكالة الفرنكوفونية «في إنشاء جامعات رقمية من اجل مساعدة الطلاب ومن فوائدها أنها غير مكلفة، وسيكون لدى الشركات طلاب متمكنون من الفرنسية ومن اللغة الرقمية وهذا لمصلحة تنقل الطلاب ضمن المساحة الفرنكوفونية، ويجب توعية الطلاب بأهمية المساحة الاقتصادية التي تجسدها الفرنكوفونية». وتدخل السفير باولي متحدثاً عن لبنان، ورأى أن «نوعية التعليم مهمة جداً ومن الضروري تقوية جودة التعليم والتركيز على النوعية، وليس على الكمية، وهناك خطة عمل جماعية ستتقدم بها كل الدول الفرنكوفونية مع اللبنانيين وخصوصاً مع المؤسسات اللبنانية».