اعتقل مقاتلون أكراد في سورية أشهر المتطرفات الفرنسيات إميلي كونيغ، التي لعبت دوراً كبيراً في الدعاية والتجنيد لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأفادت والدة كونيغ المقيمو في شمال غربي لوريان لصحيفة «ويست فرانس» بأن ابنتها اتصلت بها عبر الهاتف في نهاية الأسبوع، لتقول لها «إنها معتقلة في معسكر كردي، تم استجوابها وتعذيبها»، مطالبة السلطات الفرنسية بالتدخل «لإعادتها» إلى فرنسا مع أطفالها الثلاثة الذين ولدتهم في سورية. وكانت إذاعة «راديو مونتي كارلو» وقناة «بي اف ام تي في» التلفزيونية أول من أذاع نبأ اعتقال القوات الكردية في سورية للمتطرفة الفرنسية. وكونيغ من أوائل الفرنسيات اللواتي تركن بلدهن للالتحاق بالمتطرفين، إذ إنها سافرت إلى سورية في 2012، تاركة لأمها مهمة تربية طفليها من زواجها الأول، وتزوجت بعد وصولها إلى «ميدان الجهاد» بمتطرف قتل لاحقا. وأدرجت الاممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) 2014 اسمها على قائمتها السوداء للمقاتلين الاكثر خطورة. وبعد عام، أدرجتها الولاياتالمتحدة على قائمتها السوداء «للمقاتلين الاجانب الارهابيين». وولدت كونيغ (33 عاماً) في لوريان بمقاطعة موربيان لأب دركي في أسرة من أربعة أطفال كانت هي أصغرهم سناً، وما إن بلغت العامين حتى ترك الوالد الابناء الاربعة لوالدتهم، وانفصل عنها لتتولى هي لوحدها مهمة تربيتهم. والتحقت الطفلة بمدرسة البلدة وكانت فترة دراستها عادية الى ان تعرفت الى شاب من أصول جزائرية، فتزوجت منه بعدما اعتنقت الإسلام وانجبت منه طفلين، قبل أن يسجن زوجها بتهمة الاتجار بالمخدرات. وبعد إسلامها، تعلمت كونيغ اللغة العربية، ثم ارتدت النقاب وبدأت مشوارها مع جماعة «فرسان العزة» الإسلامية التي كانت تنشط في مدينة نانت (غرب) قبل ان تحظرها السلطات. ومنذ 2010، كانت بنقابها تقف قرب مسجد بلدتها لوريان، وبيدها منشورات تدعو للتطرف تحاول توزيعها. وفي ربيع 2012، استدعيت للمثول امام محكمة، فرفضت نزع النقاب عن وجهها وتشاجرت مع أحد الحراس وصوّرت المواجهة في شريط فيديو نشرته على «يوتيوب».