دعت مجموعة من الخبراء الذين حضروا افتتاح المعرض والمؤتمر الدولي الثاني للتعليم العالي في الرياض أول من أمس، الجامعات السعودية إلى التحول سريعاً نحو «الاقتصاد المعرفي»، بالتركيز على البحث العلمي لمواجهة المنافسة العالمية. وأكد أركالجود رامابراساد رئيس قسم الإعلام وعلوم القرار في جامعة إلينوي شيكاغو بالولاياتالمتحدة الأميركية خلال ندوة بعنوان «نظام الجامعات العالمية الرائدة وإدارتها»، أن كثيراً من الدول تسعى حالياً إلى التخلي عن نمط اقتصادها التقليدي، وتتبنى النموذج الاقتصادي القائم على المعرفة، عبر التشييد السريع لجامعات جديدة، وإعادة هيكلة جامعاتها القديمة، ليصبح النظام داخل هذه الجامعات نظاماً جامعياً عالمياً. وأضاف أن على الجامعات أن تتسم بالتباين الشديد في ما بينها، للوفاء بالحاجات المحلية والإقليمية المتنوعة لبلادها، كما يجب عليها في الوقت ذاته أن تكون متكاملة، من أجل مواجهة الحاجات الوطنية والعالمية الناشئة، مشيراً إلى عدم استطاعة أي جامعة أن تكون رائدة على مستوى العالم بمفردها، بل يجب أن تعمل مع جامعات أخرى، لتشكل مجتمعة نظاماً عالمياً. وشدد على أهمية أن يوازن النظام الجامعي القائم على الاقتصاد المعرفي بين طموحاته، لمواجهة المنافسة العالمية، المتمثلة في التركيز على البحث العلمي والتعليم وتقديم الخدمات، والمشاركة في حل المشكلات المحلية والإقليمية والوطنية والعالمية، والإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي الأعمال المهنية والوظيفية والعلوم والإنسانيات والفنون. من جهته، ذكر منسق التعليم العالي في البنك الدولي في الولاياتالمتحدة جميل سالمي، أن الاقتصادات الناشئة والنامية تواجه تحديات جديدة بارزة على الصعيد العالمي، لا تؤثر فقط في شكل ونموذج العملية التعليمية فحسب، بل في نظام التعليم العالي. وأضاف أن التعليم فوق الثانوي الآن ذو تأثير أكبر من أي وقت سابق في مسألة بناء اقتصادات المعرفة والمجتمعات الديموقراطية، مشيراً إلى أن التأثيرات المتعددة للعولمة، والأهمية المتزايدة للمعرفة، وثورة المعلومات والاتصالات ستكون أهم معايير التغيير خلال المرحلة المقبلة. من جهته، أكد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان، أن نمو الجامعات السعودية لن يغيّر اتجاه مساره لأنه يسير بشكل مرض، مضيفاً أن الجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز تعملان على نقل الاقتصاد السعودي من النفط الى المعرفة. وأوضح وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور محمد العوهلي، أن السعودية استفادت من الأنظمة العالمية في مجال التعليم، إذ جرى درس 76 نظاماً تعليمياً، ووضع خطة مميزة في هذا المجال تركز على الجودة والتميز والتوسع، والسعي إلى النظرة الطموحة للرقي بمستوى التعليم، والإسهام في المجال العلمي والبحثي.