أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب، للتشاور في شأن الأزمة السورية، قبيل قمة سوتشي التي ستجمع الرؤساء الروسي والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني اليوم، وبعد قمة مفاجئة استغرقت 4 ساعات في سوتشي التي زارها الرئيس السوري بشار الأسد لابع ساعات. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» أنه جرى خلال اتصال الرئيس الروسي مع الملك سلمان، استعراض العلاقات المميزة بين البلدين، وفرص تطويرها، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، إلى جانب التعاون المشترك لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، ولتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تم استعراض الجهود المشتركة لاستقرار أسواق الطاقة، وجهود البلدين لتعزيزه وتطويره. وذكر الكرملين أن بوتين دعا الأسد إلى سوتشي للبحث في تفاصيل مسودة مبادرة سلام جديدة للتسوية في سورية، صاغتها موسكو وطهران وأنقرة. وأجرى بوتين والأسد محادثات سوتشي خلال زيارة للرئيس السوري لم يعلن عنها مسبقاً. وأعلن الكرملين أن المحادثات ركزت على «المبادئ الأساسية لإطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية». واستهل بوتين اللقاء بتهنئة الأسد ب «النتائج التي تحققت في سورية على صعيد الحرب ضد الإرهاب»، مضيفاً أن «هزيمة الإرهابيين باتت نتيجة حتمية». وأكد الرئيس الروسي أنه «بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سورية»، مشيراً إلى أن موسكو تسعى إلى إطلاق عملية حوار واسعة النطاق بين الأطراف السورية و «نعلم أنكم أبديتم استعداداً للعمل مع كل من يريد السلام والاستقرار في سورية». ولفت بوتين إلى تزامن زيارة الأسد مع القمة الثلاثية اليوم. وزاد أن روسيا تجري، إضافة إلى محادثاتها مع تركيا وإيران، اتصالات نشطة مع بلدان أخرى كالسعودية والعراق والولايات المتحدة ومصر والأردن. من جانبه، أكد الأسد تأييده العملية السياسية. مشيراً إلى أن الحكومة السورية تعوّل على «دعم روسيا لضمان عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية، وأن يدعموا فقط المسار السياسي، الذي سيقوده السوريون أنفسهم». كما أشاد الأسد ب «الجهود التي بذلتها روسيا لإنقاذ بلدنا». وفي لفتة ذات دلالة، تعمد بوتين دعوة عدد من الجنرالات الروس الذين تولوا إدارة العمليات العسكرية في سورية خلال العامين الماضيين. ويبدأ اليوم اجتماع الرياض للمعارضة السورية، للبحث في توحيد المعارضة قبل اجتماع جنيف، المقرر نهاية الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 140 عضواً من منصات المعارضة الثلاث (الرياض والقاهرة وموسكو)، إضافة إلى عدد من الأعضاء المستقلين وممثلي الفصائل وممثلي «الائتلاف الوطني السوري»، وأعضاء «هيئة التنسيق». وتهدف الاجتماعات إلى إصدار «وثيقة موحدة»، تتوافق عليها المنصات قبل جنيف. ويبدأ الاجتماع مع موجة من الاستقالات بين أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات». ووصف عضو المعارضة المشارك في المؤتمر العقيد عبدالجبار العكيدي، الاستقالات ب «الشأن الشخصي»، مؤكداً ل «الحياة» عدم تأثيرها في أعمال الاجتماع. فيما وصف عضو الوفد المفاوض العقيد فاتح حسون ل «الحياة»، الاستقالات ب «طبيعية قبيل الاجتماع، إذ ستكون هناك هيكلية جديدة للهيئة... ومن الطبيعي أن يكون لهذه الهيكلية مؤيدون ومعارضون». في موازاة ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني «نهاية» تنظيم «داعش»، كما وجّه قاسم سليماني قائد «قوة القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الشكر للآلاف الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية ضد التنظيم في سورية والعراق. وأعلن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أمس، أن «المرحلة النشطة من العملية العسكرية» الروسية في سورية «تشارف على الانتهاء». وقال عضو بارز في الدوما الروسي إن الجيش الروسي سيحتفظ بأصوله في سورية حتى بعد هزيمة «داعش» وانتهاء العمليات القتالية، في إشارة إلى المعدات والأسلحة والقوات الروسية في سورية. وقال فيكتور بونداريف، الرئيس السابق للقوات الجوية الروسية والرئيس الحالي للجنة شؤون الدفاع في الدوما، إن الجيش الروسي سيبقي على طائراته الحربية وبعض القوات البرية والأسلحة في سورية.