اتفق مشاركون في منتدى جدة الاقتصادي، على أن السعودية مرشحة للتقدم إلى المركز ال21 ضمن أكبر اقتصادات العالم في عام 2015، متقدمة على هولندا وبلجيكا ودول أوروبية كبرى، مشيرين إلى أن التكنولوجيا هي السبيل الوحيد لتطوير الانتاجية وتنمية المجتمع بشكل أشمل في السنوات المقبلةجاء آراء المشاركين خلال الجلسة الثانية في منتدى جدة الاقتصادي أمس، والتي أدارها الإعلامي تركي الدخيل، وتناولت «الإنتاجية الأساسية»، بمشاركة العضو المنتدب لقسم المجتمعات والمدن الذكية الدكتور بدر البدر، ورئيس الجائزة المنظمة لشركة إكس بيتر ديامن ديس، ونائب الرئيس للهندسة في غوغل نيلسون ماتوس. وركزت الجلسات العلمية في اليوم الثالث على «تحديد معالم مستقبل المملكة واستغلال طاقات الاقتصاد» من خلال تسخير التكنولوجيا لتلبية حاجة المملكة إلى الإنتاجية، وشدد المشاركون على أن الإنتاجية كانت على الدوام المحرك الرئيسي بعيد المدى في تطور ورفاهية أي بلد، وتشكل الركيزة الأساسية للنمو وتكوين الثروات، في ظل معاناة الدول المتقدمة من انخفاض معدلات المواليد وشيخوخة القوى العاملة. وأكد البدر على أهمية استثمار التكنولوجيا بشكل أفضل في السنوات المقبلة، وقال: «العالم يتغير اقتصادياً من حولنا، إذ أصبحت الدول النامية تضم أكبر اقتصادات العالم، وفي عام 2015 يتوقع أن تكون هناك ستة من أكبر الاقتصادات في العالم من الدول النامية، وستكون السعودية في المركز ال21 عالمياً متقدمة على هولندا وبلجيكا وعدد من الدول الكبرى، إذ إن 50 في المئة من سكان دول الاقتصادات النامية ومنها السعودية أعمارهم أقل من 30 سنة، ويتوقع أن يكون 90 في المئة من سكان المملكة في المدن الرئيسية خلال العام نفسه. وأشار إلى أن المدن الاقتصادية الذكية بدأت تنتشر بشكل كبير في السعودية، خصوصاً أن كلفتها أقل من المتوقع وتدخل ضمن البنية الأساسية لأي منشأة، مشيراً إلى أن المملكة أحرزت تقدماً كبيراً في هذا المجال. وأضاف: «هناك عبء كبير على الموارد البشرية، إذ إن الدول المتقدمة تشيخ والنامية تتقدم، وفي رأينا الانتاجية تتأثر بالاستثمار في تقنية المعلومات، وفي دراسة إلى منظمة التعاون والتكامل الاقتصادي وجدت علاقة طردية بين زيادة المعلومات وارتفاع الاستثمارات، وبحسب دراسات شركة «فاسكو» سيرتبط بالانترنت أكثر من تريليون جهاز خلال السنوات العشر المقبلة، ويمكن أن تنمو خدمات جديدة تغير شكل الحياة والعمل من دون التفريط في المعادلة البيئية، ولن نفعل ذلك إلا بالاستثمار في المدن الذكية من خلال تشغيل كل العالم على شبكات، بحيث تكون هناك حكومة إلكترونية». ونفى البدر وجود رقاية أو وصاية على الانترنت في السعودية، وقال: «من الصعب على أي دولة في العالم في ظل التطور الموجود حالياً فرض رقابة صارمة على وسائل التقنية العالمية الجديدة وعلى رأسها الانترنت، فالعالم كله أصبح قرية صغيرة والممنوع اليوم سيكون مسموحاً غداً. وتحدث رئيس الجائزة المنظمة لشركة إكس التي تقود العالم في الجوائز الإبداعية بيتر ديامن ديس، عن تجربته مع إطلاق الجوائز، وقال: «الأفكار المجنونة هي التي تولد الإبداعات»، مشيراً إلى أن بداية المؤسسة التي يترأسها للجوائز الإبداعية بدأت بإطلاق جائزة عن بناء السفن الفضائية، إذ كان رأسمال المؤسسة لا يتجاوز 10 ملايين دولار، وكانت لحظات تاريخية بالنسبة لي وللعالم كله لحظة الفوز بالجائزة الفضائية، وهذه الجوائز لو استخدمت بصورة جيدة ستحفز الناس على تقديم أفضل إبداعاتهم». وطالب بتدريب جيل جديد من رواد الأعمال في السعودية والخليج، وإطلاق جائزة يفوز بها صاحب العمل الذي يخلق أكبر عدد من الوظائف، وهي نموذج لتحفيز الجميع على تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في توظيف المواطنين والقضاء على البطالة، وفي نهاية المطاف سيكون المستفيدون هم الشباب الذين سيجري توظيفهم. من جهته، قال نائب الرئيس للهندسة في غوغل نيلسون ماتوس: «بدأت رحلتي للرياض بارتداء الشماغ والعقال والثياب السعودية التي اكتشفت أنها مريحة جداً، وكنت أتمنى أن أتحدث معكم باللغة العربية، لكن ذلك قد يحدث في المستقبل، واستعرض تجربة شركة «غوغل» العالمية في تقديم الحوافز الاقتصادية للكثير من الشركات الصغيرة، والطرق المبتكرة التي قدمتها للعملاء في كل بقاع العالم. وأضاف: «أتصور أن الانترنت أكبر انجاز شهدته البشرية واستفاد منه الاقتصاديون، فالعالم كله يتجمع على مجمع بحث واحد، وعلينا أن ندرك أن 3 في المئة من الدخل القومي في التشيخ جاء من خلال الانترنت، وسيزيد إلى 5 في المئة بعد سنوات، وبالنسبة لفرنسا كان الانترنت مسؤولاً عن نماء 9 في المئة وخلق 700 ألف وظيفة خلال خمس سنوات، وسيزيد في الفترة المقبلة من الدخل القومي الفرنسي بشكل كبير، والسعودية مطالبة ببناء تنمية اقتصادية قائمة على التكنولوجيا، ولابد أن تكون هناك مشجعات مالية تساهم في التطور الاقتصادي». وزاد ماتوس: «نعتقد أن الحكومات مطالبة بإعطاء قدر كبير من الحريات للمؤسسات والشركات للوصول إلى كل الخدمات عبر الإنترنت»، مشدداً على «أهمية الوقت والمصادر، والشفافية والعدالة بين الجميع، فمن المهم إعطاء كل شخص الفرصة الحقيقية ليحرز تقدماً». وأشاد بالتطور الذي شهده في السعودية، مشيراً إلى أنه وجد خلال زيارته التي بدأت قبل أيام في الرياض بيئة عمل ممتازة يمكن أن تساعد على تطوير الإنتاج، وتجربة السعودية يمكن أن تكون شبيهة بالتجربة في روسيا وليس بالدول الغربية. وشهدت الجلسة استطلاعاً للرأي حول التدابير الثابتة التي سيكون لها النصيب الأكبر في زيادة الانتاجية في السعودية، إذ حصل التعليم أو التدريب على نسبة 59 في المئة من مجموع أصوات الحاضرين، وجاءت الممارسات الإدارية في المركز الثاني بنسبة 19 في المئة واللوائح التنظيمية والسياسية في المركز الثالث ب16 في المئة، والخيارات الأخرى على 6 في المئة.