سجلت القوات العراقية تقدماً سريعاً في معركتها ضد «داعش» في الموصل، وقال مسؤول محلي إن «وتيرة المعركة أسرع من المعتاد، قياساً بالمعارك في شرق المدينة، وطالبنا رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن يكون الجيش أكثر حذراً كي لا يسقط الكثير من المدنيين بالقصف المدفعي العنيف، في هذه الحرب «المرعبة». وأشار المسؤول نفسه إلى أن « داعش اتخذ إجراءات في الأحياء ويتمترس بالسكان ويستخدمهم دروعاً بشرية، ثم ينسحب إلى مركز المدينة». ولاحظ العسكريون أن عدد المسلحين الأجانب في الشطر الغربي أكثر بكثير منهم في الشطر الغربي. وقال شهود في الأحياء المحررة ل «الحياة» إن «الكثير من المنازل بدت مهدمة في شكل كامل ولم يعرف حتى الآن عدد من كان في داخلها، بسبب صعوبة وصول فرق الدفاع المدني». ويختبىء السكان في الطوابق السفلى بينما ينتقل الجنود من بيت إلى بيت عبر الفجوات التي أحدثها مسلحو التنظيم، فيما المعارك تدور في الخارج والرعب يسيطر على الجميع. (رويترز). ونشرت وسائل إعلامية محلية وناشطون على مواقع التواصل صوراً لأحياء جنوب الموصل بدت فيها أعمدة الدخان واضحة من كل جوانبها، فيما أقدم التنظيم قبل أيام على إحراق سيارات الأهالي في الطرق العامة لمنع تقدم القوات. وعززت القوات البرية الأميركية دورها في المعركة، وكشفت صور نشرها الجيش العراقي جنوداً أميركيين من فرقة الفرسان الأولى، إلى جانب الجنود العراقيين. والأحياء الغربية للموصل قديمة وفيها أحياء ضيقة غير مستقيمة يقطنها أكثر من نصف مليون شخص. واختلف تكتيك الجيش في معركة غرب الموصل عنه في شرق المدينة، إذ كانت قوات الشرطة الاتحادية والمدرعات في طليعة القوة المهاجمة وهي قوات ليست لديها خبرة في حرب الشوارع، بينما اقتحمت الجانب الشرقي قوات مكافحة الإرهاب، مستخدمة أسلحة خفيفة ومتوسطة. وبدأت قوات الشرطة أمس حملة تفتيش في مناطق الغزلاني والجوسق والطيران بحثاً عن الألغام والأفخاخ وعناصر «داعش» المتخفين وسط الأهالي، قبل اقتحام مناطق الدندان والعكيدات والنبي شيت والدواسة. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس تحرير قرية الدامرجي في الساحل الأيمن، موضحة في بيان أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت القرية الصغيرة جنوب بادوش ورفعت العلم الوطني فيها بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات». وكان جنود من فرقة الرد السريع ينتقلون من بيت إلى بيت من خلال الفتحات التي أحدثها مسلحو «داعش» في الجدران استعداداً للدفاع عن آخر حصونهم. وقادهم الممر عبر حجرات معيشة وحدائق ومطبخ فيه قدر من حساء العدس على المنضدة وكلها مشاهد من حياة البيوت تسلط الضوء على فوضى الحرب التي يشتد أوارها مع تقدم القوات. وقالت شابة ظهرت بصعوبة في عتمة الطابق السفلي تحت بيتها في حي الجوسق حيث كانت تختبئ بعد أن وضعت طفلتها قبل 72 يوماً معلقة على الأحداث: «شيء غريب ومرعب. نادراً ما أصعد إلى الطوابق العليا». وصعد الجنود من فتحة في سور حديقة فيها أشجار برتقال محملة بالفاكهة الناضجة وينتشر فيها حطام زجاج ليجدوا جثة مسلح ملقاة على ظهرها. وفتش المقدم عبدالأمير المحمداوي جيوب القتيل بعد أن تأكد من أنه لا يرتدي سترة ناسفة وأخرج دفتر عناوين صغيراً فيه أرقام هواتف مسلحين آخرين واسم مسؤول في «الحسبة». وقال هذا «ليس عراقياً وربما لا يكون عربياً. كلما اقتربنا من المركز كلما صادفنا الأجانب». وعلى النقيض من الإرهابيين العراقيين الذين يمكنهم الاختلاط بالمدنيين وربما الإفلات من شبكة قوى الأمن ليس لدى المسلحين الأجانب مهرب ولذلك سيقاتلون حتى النهاية. وأضاف المحمداوي أن عدد الأجانب في الشطر الغربي من المدينة أكبر في شكل ملحوظ منه في الشطر الشرقي الذي سيطرت عليه القوات قبل شهر بعد قتال استمر 100 يوم. وقال جنود إن المسار قادهم في إحدى المراحل إلى قاعة خالية فيها دراجة نارية وكان من الواضح أن الإرهابيين استخدموها لأن سجادة صلاة كانت موجودة في صندوق خلفي ملحق بالدراجة. كما عثر الجنود على قطع من الورق مدون عليها إجازات قصيرة لفترات لا تتجاوز اليوم الواحد وقال ضابط إن ذلك يبين أنه لم يكن لديهم الوقت أو الأعداد الكافية.