أكد وزير الخارجية عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد أمس، أن السعودية والعراق تواجهان آفة الإرهاب، وأن المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين، وقال الجبير هناك روابط أسرية وقبلية وجغرافية وتاريخية ومصالح مشتركة في مواجهة التطرف والإرهاب، وأضاف الجبير أن المملكة تقف على مسافة واحدة بين العراقيين بغض النظر عن الدين أو المذهب، أو العرق، أو الطائفة، وقال: «يؤلمنا قتل أي عراقي لعراقي آخر»، وأشار إلى أن هناك تاريخاً مشرفاً بين البلدين. وهنأ الجبير الحكومة العراقية على إنجازاتها التي حققتها في مواجهة الإرهاب، مؤكداً أن السعودية والعراق يواجهان آفة الإرهاب سواء كان من «داعش» أو «القاعدة»، أو غيرهما من المنظمات الإرهابية، وأكد الجبير أن هناك رغبة للعمل معاً للقضاء على التطرف والإرهاب. من جهته رحب الوزير الجعفري بالوزير الجبير وعبر عن أمله في أن تكون زيارته خطوة دفع ودعم لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين. وكان وزير الخارجية وصل بغداد أمس في زيارة رسمية واستقبله رئيس الوزراء العراق حيدر العبادي. وبحث الجبير والعبادي في مكتبه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، كما تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. ميدانياً: تقدمت القوات العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة داخل مزيد من المناطق في غرب الموصل أمس، ومنها عديد من الأحياء الجنوبية المأهولة، بعد يوم من اختراق دفاعات تنظيم «داعش» في آخر معقل للمتشددين في البلاد، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» لأنباء في موقعها على الإنترنت. وبحسب الوكالة، فقد عبر نحو ألف مدني الخطوط الأمامية للمعارك في أكبر نزوح منذ بدء القتال قبل أسبوع بهدف توجيه ضربة قاصمة لتنظيم «داعش». ويأتي الهجوم الجديد في الموصل بعد أن أنهت القوات الحكومية وحلفاؤها تطهير شرق المدينة من «داعش» الشهر الماضي محاصرين المتشددين في الشطر الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة لقسمين. ويتوقع قادة عسكريون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها، ويرجع ذلك جزئياً إلى صعوبة حركة الدبابات والعربات المدرعة عبر الأزقة الضيقة التي تنتشر بالأحياء القديمة الغربية. لكن القوات العراقية حققت حتى الآن تقدماً سريعاً على عدة جبهات، بالسيطرة على مطار المدينة الواقعة شمال العراق يوم الخميس، إذ تعتزم القوات استخدامه كمنطقة دعم وتمكنها من اختراق ساتر ترابي طوله ثلاثة أمتار وخندق أقامهما تنظيم «داعش». والقوات المتقدمة تبعد حالياً أقل من ثلاثة كيلو مترات عن المسجد الواقع في الموصل القديمة الذي أعلن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي من على منبره دولة «خلافة» في 2014 أنها تضم أجزاء من العراقوسوريا مما أثار حملة دولية عسكرية لهزيمة التنظيم. واستعادة المدينة سيقضي على الأرجح على طموح المتشددين بإقامة دولة، لكنهم مازالوا يسيطرون على أراض في سوريا ومناطق في شمال وغرب العراق، ويمكنهم شن حرب عصابات في العراق وتخطيط شن هجمات على الغرب. وقال العميد هشام عبد الكاظم إن قوات الشرطة الاتحادية ووحدة قوات خاصة في وزارة الداخلية تعرف باسم الرد السريع استعادتا السيطرة بالكامل على «هاوي الجوسق» بجانب النهر وبدأت في تطهير حي الطيران إلى الشمال من المطار. وأضاف أن «داعش» يقاوم من خلال قناصة وزرع قنابل على الطرق. وقال الفريق عبد الوهاب الساعدي وهو قيادي عراقي كبير، إن قوات مكافحة الإرهاب تتقدم أيضا على جبهتين نحو حي وادي حجر وحي المأمون. وقال من على تل يشرف على المعركة، إن عمليات التطهير جارية والقوات دخلت تلك المناطق. وأضاف الساعدي أنهم دمروا سيارة ملغومة للتنظيم صباح أمس قبل بلوغها هدفها. وقال أحد سكان حي المأمون: «إن المتشددين تدفقوا على المنطقة في الأيام القليلة الماضية وهم ينقلون عائلاتهم إلى مناطق أكثر أمنا نسبيا في أحياء أخرى». وذكر عدد من السكان أن «داعش» يبث رسائل عبر مكبرات الصوت في المساجد في أنحاء غرب المدينة، يحث فيها المحليين على مقاومة «هجوم الكفار». ويعتقد أن عدة آلاف من المتشددين من بينهم كثير ممن جاءوا من دول غربية للانضمام للدولة الإسلامية، متحصنون في المدينة دون وجود مكان يذهبون إليه بشكل فعلي، مما قد يؤدي إلى مواجهة شرسة وسط سكان يبلغ عددهم 750 ألف نسمة. وتشارك في الحملة قوات قوامها نحو 100 ألف جندي من القوات العراقية والحشد الشعبي ومقاتلين من عشائر سنية. ويدعم تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة العملية ويقدم دعماً جوياً حيوياً إضافة إلى إرشاد وتدريب على الأرض. ويتزايد وجود المستشارين الغربيين قرب الخطوط الأمامية للقتال، للمساعدة في تنسيق الضربات الجوية وتقديم المشورة للقوات العراقية مع تقدم المعركة. وفر نحو ألف مدني أغلبهم من النساء والأطفال من مناطق في جنوب غرب الموصل أمس، وأقلتهم شاحنات عسكرية إلى مخيمات تقع إلى الجنوب.