في وقت يواصل المرشّح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب الردّ على اتهامات التحرّش الجنسي ب15 امرأة آخرهما سومر زيرفوس، المتسابقة في برنامجه لتلفزيون الواقع «ذي أبرنتيس» عام 2006، وكريستين أندرسون، بدت منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون أقل تضرراً من تسريب موقع «ويكيليكس» الأسبوع الماضي رسائل بريد إلكترونية كشفت تلقّي «مؤسسة كلينتون» الخيرية تبرّعات من حكومات أجنبية خلال شغلها منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013. وتقدّمت كلينتون سبع نقاط على ترامب في آخر استطلاع للرأي على المستوى الوطني، بينما عكست استطلاعات أخرى تسجيلها أرقاماً لا سابق لها منذ 1964، إذ تعادلت مع ترامب في ولايتي يوتاه وألاسكا التي لم يفز فيهما أي ديموقراطي منذ ليندون جينسون قبل خمسة عقود، وقلّصت الفارق في ولاية تكساس، وهي معقل الحزب الجمهوري، إلى 4 نقاط، ما يؤكّد تفاقم أزمة ترامب داخل حزبه في الولاية التي أوصلت آخر رئيسين جمهوريين إلى البيت الأبيض، هما جورج بوش الأب والابن. إلى ذلك، تجدد الجدل بين واشنطنوموسكو في شأن اتهام قراصنة روس ب «التسلل الى خوادم للحزب الديموقراطي، والوقوف وراء تسريبات «ويكيليكس» لمحاولة التدخّل في الانتخابات الأميركية» لمصلحة ترامب تحديداً. وأعلن جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، أن الإدارة ستبعث رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الشأن، بعدما كانت توعدت الثلثاء الماضي ب «رد متكافئ»، وأوضحت الاستخبارات الأميركية أنه «مُصمم لإزعاج القيادة في الكرملين، وإرباكها». واستنكر الكرملين تصريحات بايدن، متوعّداً ب «اتخاذ تدابير احتياط لحماية مصالحنا في مواجهة تهوّر واشنطن وعدائيتها». وقال الناطق باسمه ديميتري بيسكوف: «التهديدات الأميركية الموجّهة إلى موسكو وقيادة دولتنا لا سابق لها، وتصل إلى حدّ الوقاحة لأنها صدرت عن نائب الرئيس، وسنرد على أي قرصنة أميركية». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الأسبوع الماضي أن «مزاعم القرصنة تشعرنا بإطراء، لكن لا أساس لها، ولا يمكن إثباتها حتى عبر واقعة واحدة». وبعدما واجه ترامب اتهامات التحرّش الجنسي المتواصلة منذ أسبوع بالتشديد على أنه «لا يمكن تصديق القصص، ولا يعرف النساء المرتبطات بها»، فاقمت اتهامات زيرفوس الأزمة كونها تعرفه شخصياً، وظهرت في برنامجه «ذي أبرنتيس» في الموسم الخامس عام 2006. وقالت في مؤتمر صحافي مع محامية المشاهير غلوريا أليريد في لوس أنجليس: «حاول ترامب أن يجعلني أستلقي على فراش معه حين قابلته عام 2007 للبحث في الالتحاق بوظيفة. وأجبرني على تقبيله وألقى بجسده عليّ». وفيما تعتبر اتهامات زيرفوس «الأكثر فضاحة حتى الآن»، سبقها بساعات قول كريستين أندرسون لصحيفة «واشنطن بوست» إن ترامب تعمّد لمس أجزاء حميمة من جسدها في ملهى ليلي بمدينة نيويورك مطلع التسعينات. ويبقى رهان ترامب الذي نقل نبرته إلى أقصى اليمين ومهاجمة الإعلام والعولمة وحتى رجل الأعمال المكسيكي اللبناني الأصل كارلوس سليم، على حشد قاعدته اليمينية بأكبر عدد ممكن يوم التصويت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، اذ يتراجع بين النساء والأقليات والجامعيين بنسب تتخطّى 30 نقطة، فيما يتقدّم بين الناخبين البيض غير الحاصلين على شهادات جامعية. بدورها تحاول كلينتون حشد الأصوات الشابة بمساعدة الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، وإطلاق العنان لماكينتها الانتخابية التي تفوق ترامب في مستوى التنظيم والدعم المادي.