عشية مؤتمر الديموقراطيين في فيلاديلفيا اليوم، دخلت السياسة الخارجية لاعباً أساسياً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، باتهام حملة المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون موسكو بتسريب 20 ألف رسالة الكترونية للحزب الديموقراطي عبر موقع «ويكيليكس»، بهدف توسيع الانقسامات بين المؤسسة الحزبية والقاعدة اليسارية التي يمثلها المرشح السابق بيرني ساندرز. في الوقت ذاته، ندد الرئيس باراك أوباما بافتقار المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب الخبرة على صعيد السياسة الخارجية، بعد تصريحاته الأخيرة حول حلف شمال الأطلسي وقوله لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه إذا تعرضت دول البلطيق الأعضاء في الحلف إلى هجوم روسي، فهو لن يقرر تدخلاً للولايات المتحدة إلا بعد أن يتأكد من أن هذه الدول «وفت فعلاً بالتزاماتها» في سداد حصتها من النفقات. وقال أوباما في مقابلة لبرنامج «فيس ذي نيشن» عبر شبكة «سي بي إس» إن «ثمة فرقاً هائلاً بين دفع حلفائنا الأوروبيين إلى الوفاء بالتزاماتهم على صعيد نفقات الدفاع والقول لهم إننا يمكن ألا نحترم الالتزام المركزي للحلف الأكثر أهمية في التاريخ». في غضون ذلك، ألمح ترامب في حديث إذاعي إلى احتمال خروج الولاياتالمتحدة من منظمة التجارة العالمية في حال انتخابه رئيساً. وقال: «سنعيد التفاوض أو الخروج» من المنظمة، وذلك رداً على سؤال حول المفاوضات التجارية مع المكسيك. وأضاف: «هذه الاتفاقات التجارية كارثة ومنظمة التجارة العالمية كارثة». لكن الموقف الأبرز أمس، أتى من حملة هيلاري كلينتون التي تحدثت عن تسريبات قبل ساعات من المؤتمر الديموقراطي في فيلاديلفيا، تشكل «دليلاً جديداً على أن الحكومة الروسية تحاول التأثير في نتيجة الانتخابات»، وذلك في إشارة إلى تواطؤ بين الكرملين وترامب. وأرخت هذه الفضيحة بظلالها في وقت شاركت كلينتون نائبها تيم كاين في تجمع حاشد في ميامي، أظهر فيه فصاحته بالإسبانية التي أتقنها حين كان مبعوثاً للكنيسة الكاثوليكية في الهندوراس عام 1981. وبعد شهر تماماً من إعلان اللجنة الديموقراطية أن روسيا اخترقت الأمن الالكتروني وسرقت معلومات ورسائل الكترونية بعضها يحوي مضمون استراتيجية الهجوم على ترامب وأمور شخصية ومالية، سربت «ويكيليكس» 20 ألفاً من هذه الرسائل، معظمها يشير إلى تهكم اللجنة من حملة بيرني ساندرز حين كان منافساً لكلينتون. واتهمت حملة المرشحة الديموقراطية الحكومة الروسية مباشرة بالتسريب، فيما قال كاين في التجمع إن ترامب «ليس لديه أي معجبين سوى فلاديمير بوتين». وفرضت التسريبات تغيير برنامج المؤتمر الديموقراطي اليوم في فيلاديلفيا وإزاحة عضو مجلس النواب ديبي وازرمان شالتس وهي رئيسة اللجنة الديموقراطية من لائحة المتحدثين. كما استغل ترامب التسريبات لمغازلة أنصار ساندرز، معتبراً أن المؤسسة الديموقراطية «فاسدة» وأن والانتخابات «مزورة». إلا أن جدول أعمال الديموقراطيين في المؤتمر عكس وحدة الصف على عكس مؤتمر الجمهوريين الذي قاطعه كبار رموز حزبهم. وسيخطب في المؤتمر اليوم، ساندرز والأميركية الأولى ميشال أوباما ونجمة اليسار السناتور اليزابيث وارن، فيما يشارك أوباما ونائبه جوزيف بايدن والرئيس السابق بيل كلينتون في المؤتمر يومي الثلثاء والأربعاء. أما كلينتون فستلقي خطاب قبول الترشيح يوم الخميس وستقدمها ابنتها تشيلسي كما قدمت ايفانكا والدها ترامب.