أعلنت وزارة الدفاع العراقية اقتحام أبرز معاقل تنظيم «داعش» في حي الجولان، بمدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار غرب البلاد. ولوّح وزير الدفاع ورئيس البرلمان بمشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل على رغم اعتراض قوى سنية حذرت من انتهاكات قد ترافق عملية التحرير. وأكد المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول ل «الحياة» اقتحام قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية حي الجولان الذي يعتبر أبرز معاقل «داعش» في الفلوجة من محاور، وقال إن «القوات الأمنية والشرطة الاتحادية تمكّنت من تطهير مناطق حي المعلمين الأولى وسبعة نيسان والجمهورية المحاذيات للحي الواقع شمال الفلوجة»، وإن «قواتنا الأمنية تواصل عمليات تطهير الحي من مسلحي التنظيم بعد أن كبدته خسائر كبيرة، فضلاً عن اعتقال المئات من مسلحيه». وأكد قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت أن «قوات الشرطة الاتحادية كسرت جميع خطوط داعش الدفاعية في المنطقة، وكبدت التنظيم خسائر مادية وبشرية كبيرة جداً (لم يذكر تفاصيلها)، وعثرت على معمل لتصنيع الصواريخ والمقذوفات الحربية في حي المعلمين شمال الفلوجة بعد تطهيره من عصابات داعش الإرهابية». وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق عبد الوهاب الساعدي إن «القوات العراقية تمكنت منذ بدء حملة تحرير الفلوجة من إلقاء القبض على 1500 عنصر من التنظيم». وأضاف: «جرى اعتقال عناصر داعش أثناء محاولتهم التسلل بين الأسر النازحة إلى مدينة الخالدية (17 كيلومتراً غرب الفلوجة)، إلى ناحية العامرية (23 كيلومتراً جنوب الفلوجة)». وأشار إلى أن «السلطات المختصة تحقق مع الإرهابيين المتورطين بجرائم قتل ضد القوات الأمنية والمدنيين في الفلوجة ومناطق الأنبار الأخرى، فضلاً عن قيامهم بأعمال إرهابية». وذكرت قيادة عمليات بغداد في وقت لاحق أن «القوات الأمنية التابعة إلى قيادة عمليات بغداد رفعت العلم العراقي فوق مبنى متوسطة الفرات في منطقة الأزركية». كما أعلنت خلية الإعلام الحربي تطهير حي المعلمين في مدينة الفلوجة. وقالت في بيان إن «الأفواج القتالية لقيادة عمليات بغداد طهرت حي المعلمين بالكامل، وتمكّنت تلك الأفواج من قتل عدد من الإرهابيين الدواعش». وسبقت القوات العراقية منذ فجر أمس اقتحام الحي بقصف جوي ومدفعي على مواقع «داعش» استعداداً لاقتحامه. وبحسب ما أفادت مصادر عسكرية فإن طائرات القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي شنت غارات مكثفة على أهداف «داعش» في حي الجولان. وقال المتحدث باسم «الحشد الشعائري» غسان العيثاوي إن «الحشد يشارك بمختلف المحاور القتالية مع القوات الأمنية في معركة الفلوجة»، مضيفاً أن «قوات من العشائر تشارك أيضاً في مسك الأرض المحررة في مركز مدينة الرمادي وبقية المناطق الأخرى في الفلوجة بمشاركة أفواج شرطة الأنبار»، كما أن «حشد العشائر يشارك أيضاً في محاور الصد في البغدادي والرطبة وحديثة». وأضاف أن «عملية تحرير الفلوجة لا تزال مستمرة لتحرير وتطهير المدينة من بعض الجيوب والمناطق التي ما زالت تتواجد فيها عناصر داعش وبخاصة في المناطق الشمالية»، مؤكداً أن «المعركة ستحسم قريباً جداً». وأعلن أمس رئيس المجلس المحلي لقضاء الخالدية علي داوود، عن نزوح عدد كبير من سكان جزيرة الخالدية تجاه القوات الأمنية، قائلاً إن «القوات المشتركة تستعد لإطلاق عمليات عسكرية لتحرير منطقة جزيرة الخالدية التي يسيطر عليها تنظيم داعش ويتخذها منطلقاً لعملياته ضد باقي مناطق الأنبار». وطالب رئيس مجلس الخالدية ب "دعم جهاز الشرطة المحلية في القضاء بالسلاح والعتاد لمسك الأرض وحماية المدينة من هجمات داعش». وتمكّنت القوات الأمنية من تحرير 80 في المئة من مدينة الفلوجة، خلال عملية أمنية كبرى لتحريرها بالكامل. وقال وزير الدفاع خالد العبيدي الذي وصل ناحية مخمور القريبة من الموصل، إن العمليات العسكرية تسير وفق ما خطط لها وإن خسائر داعش تجاوزت 1300 قتيل في المعارك التي تخوضها القوات العراقية لتحرير المدينة. وفي مؤتمر صحافي عقده من مخمور، أشار العبيدي إلى أن «كل القيادات العسكرية ورئيس الوزراء لديهم هدف واحد هو تحرير كل المناطق بما فيها محافظة نينوى خلال العام 2016». وأوضح أن «القوات العراقية استعادت الثقة بعد 2014 وهذا ما جعل الانتصارات مستمرة». من جانبه أكد رئيس البرلمان سليم الجبوري أمس أن عمليات تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش» ستنطلق بعد تحرير قضائي الشرقاط والحويجة، مشيراً إلى أن «كافة القوات الأمنية من الجيش والحشد الشعبي ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية سيشاركون في عملية تحرير الموصل بالتعاون والتنسيق مع البيشمركة وحكومة إقليم كردستان والتحالف الدولي». كما أن «القوات الأمنية ستفتح ممرات آمنة لخروج العائلات من أهالي الموصل مع بدء عمليات تحرير المدينة وانطلاق العمليات العسكرية». وترفض قوى سياسية سنية مشاركة «الحشد الشعبي» الذي يضم مقاتلين شيعة في تحرير المناطق السنية خشية من وقوع انتهاكات. وهدد المتحدث باسم «الحشد الشعبي» جواد الطليباوي بسحق كل من يعترض على مشاركتها في معركة تحرير الموصل، بالتزامن مع وصول رئيس البرلمان العراقي إلى مقر قيادة عمليات تحرير نينوى. وقال الطليباوي، في بيان مخاطباً المعترضين على مشاركة فصائل «الحشد الشعبي» في معارك التحرير ب «السحق بالأقدام ولن يلوم أحد إلا نفسه». وأعلن عن استعداد الحشد الشعبي التام للمشاركة في المعركة غير عابئين بأية نداءات رافضة لوجودهم ضمن القوات العسكرية المدرجة لتحرير المدينة من «داعش». وكانت القوات العراقية شرعت بعملية أمنية انطلاقاً من ناحية القيارة جنوب الموصل لتحرير المدينة والمناطق المحيطة بها، وصولاً إلى مركز المدينة استناداً إلى إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي أن يكون العام الحالي عام القضاء على «داعش» في العراق.