قال مصدر عسكري عراقي موثوق فيه ل»الحياة» إن معركتي الفلوجة والقائم (على الحدود السورية) بعد الرمادي هما التحدي المقبل، قبل إعلان محافظة الأنبار محررة، وقبل الانتقال إلى الهجوم على «داعش» في الموصل، حيث المعركة الكبرى لإنهاء التنظيم في العراق. (للمزيد) وتعتبر سيطرة القوات العراقية على الرمادي بداية معركة طويلة، فما زال عليها تطهير المدينة، وقد تواجهها مصاعب في بعض الأحياء الشرقية التي ما زال مصيرها غير محسوم، مثل حي الملعب الذي يسيطر عليه «داعش» منذ كانون الثاني (يناير) 2014. وأوضح المصدر أن القوات العراقية، ممثلة بالفرقة الذهبية، وعدداً من وحدات الجيش وسرايا العشائر المدربة أميركياً، نجحت في السيطرة على «الجزء الرسمي من الرمادي، أي المجمع الحكومي، والمقرات العسكرية جنوبالمدينة وغربها. لكن هناك مناطق لم تصل إليها هذه القوات بعد». وأشار إلى أن «تحرير الرمادي بالكامل يتوقف على تطهير المناطق المحيطة بها، خصوصاً الأجزاء الشرقية المرتبطة بالفلوجة عبر جزيرة الخالدية، بالإضافة إلى مناطق داخل المدينة، على رغم معلومات تفيد أن عناصر التنظيم انسحبوا منها». وكان الناطق باسم التحالف الدولي ستيف وارن قال، خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «تحرير الموصل والفلوجة أمر مهم جداً. لكن معركة الموصل تحتاج إلى وقت طويل لتهيئة الظروف المناسبة»، مؤكداً أن «الحكومة العراقية ستُحدد القوات التي ستشارك في عملية تحريرها». وأضاف أن «القوات التي قاتلت في الرمادي عراقية». وتشير كل المعطيات إلى أن الفلوجة التي سيطر عليها «داعش» قبل سيطرته على الموصل بسبعة شهور، هي الهدف المقبل، ويعتبر النجاح في السيطرة عليها محسوماً لكن ذلك مرتبط بالقوة التي ستشترك في المعركة. وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي ل «الحياة» إن «الهدف المقبل، بعد تحرير الرمادي هو جزيرة الخالدية، شرق الرمادي، التي تُعتبر حلقة وصل بين المدينة والفلوجة، فهي معقل مهم لداعش ومحطة انطلاق عملياته العسكرية». ولم تشارك قوات «الحشد الشعبي» في معركة الرمادي الأخيرة، ما سمح للقوات الرسمية «الجيش والشرطة» مدعومة ب «التحالف الدولي» بتحقيق نصر معنوي كبير، قد يتيح لها التصدي لتحرير الفلوجة أيضاً من دون الحاجة إلى «الحشد» الذي يرفض هذا الخيار، وقد أعلن في وقت سابق تخطيطه لتحرير المدينة في معزل من دون مشاركة «التحالف الدولي». وقال المصدر العسكري: «هناك اقتراح بمشاركة قوات الحشد في تحرير الفلوجة من جهة الشرق والجنوب، على أن يكمل الجيش الإطباق على المدينة من جهتها الشمالية والغربية». لكنه أضاف أن «قضية مشاركة الحشد يحددها استقرار الرمادي وعودة النازحين إليها، ما قد يشجع المزيد من العشائر على الاشتراك في معركة الفلوجة». أما عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي فقال في اتصال مع «الحياة» أن «الحديث عن عودة النازحين ما زال مبكراً فالجيش ممسك بالملف الأمني، إلى أن يتم تشكيل لجان عشائرية لتوزيع المهام وستحمي كل عشيرة منطقتها».