غيرت الحكومة العراقية خططها لاستعادة الفلوجة، واستعانت بقوات مكافحة الإرهاب لاقتحام المدينة، بدلاً من قوات الشرطة الاتحادية وفصائل «الحشد الشعبي» التي تواجه صعوبة في الضواحي الشمالية عند بلدة الصقلاوية. وتمكن الجيش من الوصول أمس إلى حيي الشهداء والنعيمية. إلى ذلك، قتل وأصيب نحو 45 شخصاً في سلسلة تفجيرات انتحارية طاولت احياء الشعب والطارمية ومدينة الصدر في بغداد تبناها «داعش» في بيانات نشرت على مواقع مقربة منه، ويستعين التنظيم بالتفجيرات بعد خسارته مدناً مهمة في الأنبار خلال الأسابيع الماضية. وجاء في بيان ل «خلية الإعلام الحربي» أن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من اقتحام الفلوجة عبر المنفذ الجنوبي، وسيطرت على منطقة النعيمية ووصلت الى حي الشهداء». وقال مسؤول محلي في الأنبار، طالباً عدم نشر اسمه ل «الحياة» امس ان «الحكومة غيرت خططها على مستويين، الأول باستدعائها قوات مكافحة الارهاب للمشاركة في الهجوم الذي كان مخططاً له أن تنفذه قوات الشرطة الاتحادية، والفرقة الثامنة والسادسة عشرة، والثاني اختيار المنفذ الجنوبي بدلاً من المنفذ الشمالي لاقتحام مركز المدينة». وأوضح أن «المعارك على الجبهة الشمالية باتت صعبة حيث تضطلع بها الشرطة الإتحادية وفصائل الحشد الشعبي». وأشار الى ان «المعارك تدور لانتزاع بلدة الصقلاوية ولكن مسلحي داعش يبدون مقاومة على عكس ما جرى في بلدة الكرمة». ولفت المسؤول نفسه الى أن «خطة اقتحام الفلوجة تحولت إلى الجنوب لاعتبارين، الأول أمني لانبساط أرضها وعدم وجود مناطق زراعية وريفية فيها، والثاني سياسي لعدم وجود أي فصيل من فصائل الحشد الشعبي». وتواترت أنباء عن تفجيرات طاولت أحد الجوامع ومخازن ومصانع في بلدة الكرمة بعد تحريرها الأسبوع الماضي، وأعلن «تحالف القوى العراقية» في بيان امتلاكه معلومات «تفيد بتفجير جامع الكرمة الكبير ومسجدين آخرين، وانتهاكات لدور المواطنين وممتلكاتهم». وقال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة ل «الحياة» إن قوة مشتركة من جهاز مكافحة الإرهاب والفوج التكتيكي التابع لشرطة الأنبار «حققت انتصاراً مهماً في جنوب الفلوجة عندما وصلت الى منطقة النعيمية». وأوضح أن «العملية جرت بقيادة مكافحة الإرهاب وبغطاء جوي واسع من طيران التحالف الدولي»، وبين ان «المخاوف زالت من تكرار إقدام داعش على إغلاق بوابات سد النعيمية لإغراق المناطق المحيطة وإعاقة تقدم الجيش». وعن وصول قوات الأمن الى حي الشهداء داخل الفلوجة، لم يستبعد الجميلي ذلك، ولفت الى أن «قوة داعش تكمن في الأحياء الشمالية وأبرزها الجولان والمعلمين والمهندسين». وكانت عملية استعادة الفلوجة التي بدأت قبل اسبوع، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، ركزت في البدء على استعادة السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التي تبعد خمسين كيلومتراً الى الغرب من بغداد. وتمكنت بضع مئات فقط من العائلات من الفرار منها، علماً أن عدد سكانها يقدر حالياً بنحو خمسين الف شخص، ما يثير مخاوف من ان يستخدمهم «داعش» دروعاً بشرية. ولم تتمكن سوى العائلات التي تسكن أطراف المدينة من الفرار مساء السبت، والتوجه الى مخيمات. وتخوض قوات مشتركة من الشرطة الإتحادية وفصائل «الحشد الشعبي» معارك عنيفة لانتزاع السيطرة على بلدة الصقلاوية الإستراتيجية، وقالت مصادر في الشرطة أن قوات الأمن «تمكنت من تحرير قرى غيلان والبوم طيري والعريمية على اطراف الصقلاوية». في بغداد قتل وأصيب نحو 45 شخصاً في ثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفت العاصمة أمس، وشملت منطقتي الطارمية والشعب شمال العاصمة، ومدينة الصدر شرقها، على رغم تشديد الإجراءات الأمنية عند المداخل منذ انطلاق الحملة العسكرية على الفلوجة. وقتل وأصيب نحو 25 شخصاً بتفجير انتحاري استهدف قضاء المقدادية شمال شرقي ديالى، وأعلنت وزارة الداخلية في بيان امس ان «التفجير وقع في سوق حي المعلمين»، وأوضحت أن «الانتحاري كان معروفاً وتم تعميم صورته قبل يومين على القوات الأمنية والسيطرات بعدما أبلغت والدته الشرطة أنه غادر البيت وقد يفجر نفسه».