أعلن أمس حزب «القوات اللبنانية» بعد اجتماع الهيئات المركزية بمشاركة التكتل النيابي ترشيح رئيس الحزب سمير جعجع الى انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو أول مرشح رسمي يدخل السباق الرئاسي بعد دخول البلاد في المهلة الدستورية لإجراء الاستحقاق الانتخابي. وأعلن النائب جورج عدوان بعد الاجتماع ان قرار ترشيح جعجع اتخذ بالاجماع، وهو يأتي «انطلاقاً من المبادئ الوطنية والثوابت السياسية للقوات ولقوى 14 آذار التي تبلورت مع انتفاضة الاستقلال وتعمدت بدماء الشهداء، وتأكيد ضرورة تحقيق هذه المبادئ من خلال الدولة التي تشكل المرجع الاول والاخير والضمانة الثابتة والوحيدة لإحقاق الحق وترسيخ العدالة لجميع اللبنانيين والوصول الى وطن يتمتع بالحرية والسيادة والاستقلال ويحافظ على التنوع والديموقراطية وحقوق الانسان، ولأن لبنان يمر في مرحلة بالغة الدقة على الصعد الدستورية والسياسية والامنية والاقتصادية وسط حال من الفوضى والعنف وتمادي السلاح غير الشرعي على حساب سيادة الدولة وأمن المواطن، ما يفاقم الهواجس والمخاوف حيال مزيد من الضياع وانحلال جسم الدولة». وأضاف ان الترشيح هو ايضاً على خلفية «التصدي لمحاولات احتواء الدولة وتغيير هوية الوطن وحرص على احترام القواعد الديموقراطية في المواجهة السياسية، ولأن إحداث تغيير جذري ضرورة ملحة للخروج من النفق وإحداث صدمة ايجابية تستعيد معها الدولة هيبتها ورئاسة الجمهورية موقعها كضمانة للجميع وسد في وجه المخاطر التي تحيق بالوطن ووحدته. وتأسيساً على ان الشعب مصدر السلطات كلها ممثلاً بالمجلس النيابي». وكان جعجع استهل الاجتماع بكلمة اعتبر فيها ان الخطوة «يمكن أن تشكّل مفترقاً مهمّاً في تاريخ لبنان. من هنا حجم المسؤولية الملقاة على عاتق كلّ منكم في اتخاذ القرار الصائب.» ورأى ان «صورة لبنان في الخارج ضربت، والثقة به اهتزّت، وحدود لبنان لم تعد واضحة المعالم بفعل اختراقها على نطاق واسع من قبل مجموعات مسلّحة، ذهاباً وإياباً للقتال في سورية، وسيادة الدولة استبيحت على نطاق واسع بفعل السلاح غير الشرعي المنتشر في الداخل. واقتصادنا في حال تدهور مستمر بفعل الاهتزازات الأمنية المتكررة، وعدم الاستقرار». وقال: «نحن أمام خيار من اثنين: إمّا أن نكمل كما نحن، والنتيجة مزيد من اللاستقرار وإمّا أن نستجمع قوانا بخطوة غير تقليدية لإحداث نقلة نوعية وجذرية للخروج ممّا نحن فيه». دردشة اعلامية وفي دردشة مع الاعلاميين، طمّأن جعجع «بعض القلقين على 14 آذار الى أنها بألف خير ونتدبر أمورنا على أفضل ما يُرام ولو أننا، اختلفنا في بعض الأوقات على وجهات نظر متباينة، ولكن نحن في غالب الاوقات متفقون على كلّ شيء». وأكّد جعجع أنه لم يقبل يوماً بالتسوية. وأكد انه لا يكنُّ «أي شعور بالبغض تجاه «حزب الله» بل أنظر اليهم كنظرتي لشباب القوات اللبنانية، ولكن هذا لا يعني أنهم غير مخطئين بما يقومون به، وعلى المسؤول ان يقول الحقيقة كما هي». واستبعد إمكان إجراء حوار بين الدولة اللبنانية والنظام السوري «باعتبار أن سورية أصبحت في وضع مؤسف للغاية ولكن يبقى أن هناك مشكلة داخلية تتعلق باللاجئين السوريين والتي باتت بحاجة لمعالجة جديدة». ولم يُخفِ قلقه من عودة مسلسل الاغتيالات ولا سيما استهدافه شخصياً، «ولكنني سأعزز الاجراءات الأمنية أكثر فأكثر». وتمنى «على كل مرشح أن يكون لديه برنامج واضح»، منتقداً المرشح الذي «لا ينطق بأي موقف ليبقى مقبولاً». ودعا النائب ميشال عون الى اعلان ترشيحه، «وبالطبع لن يكون ترشيحه ضدي بشكل مباشر وفي حال فاز سأذهب لتهنئته أمام كل الناس، اذ لا يجوز أن نعتمد لعبة الديموقراطية ولا نقبل بنتائجها». وأمل ب «أن يتوجه فريق 8 آذار على غرار فريق 14 آذار الى المجلس بمرشحه وانتخاب رئيس جديد بين مرشحَين». وقال انه «حتى هذه اللحظة مرشح القوات، وسنسعى الى أن أكون مرشح 14 آذار واذا اختارت هذه القوى مرشحاً غيري فأنا مستعدٌ أن أنسحب له». ونوّهت النائب ستريدا جعجع بموقف الوزير محمد فنيش الذي أعلن أنه «من حق جعجع الترشُح، وليس المهم الربح أو الخسارة بل احترام النتيجة». وكشفت أن «برنامج جعجع الانتخابي سيُعلن في 15 الجاري، وان البطريرك بشارة الراعي متحمّس لإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، ورحّب بترشُح جعجع أو أي شخصية أخرى».