أعلن السياسي المسيحي اللبناني، سمير جعجع، اليوم الجمعة، ترشحه للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها الشهر المقبل، كأول مرشح رسمي للمنصب في البلاد. وقال نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، جورج عدوان، في مؤتمر صحفي بعد اجتماع الهيئة التنفيذية في الحزب: "قررت الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية بالإجماع ترشيح رئيس الحزب سمير جعجع لانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية". وفقًا ل"رويترز". وجاء في حيثيات الترشيح "أن لبنان في مرحلة بالغة الدقة على الصعد الدستورية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية، وسط حالة من الفوضى، والتسيب، والعنف، وتمادي السلاح غير الشرعي على حساب سيادة الدولة وأمن المواطن، الأمر الذي يُفاقم الهواجس والمخاوف حيال المزيد من الضياع والانحلال في جسم الدولة". وتأثر لبنان بشدة من جراء الحرب في سوريا؛ حيث يستضيف أكثر من مليون لاجئ، ويكافح للسيطرة على التدهور في الأمن والتباطؤ الاقتصادي، ويأمل كثير من اللبنانيين في انتخاب رئيس جديد للبلاد يجلب الأمن والاستقرار، لكن المنافسات لا تزال قائمة بين تكتل الثامن من آذار بزعامة حزب الله وقوى 14 آذار بقيادة تيار المستقبل الذي يغلب عليه السنة. واتسعت الفجوة بين حزب الله وتيار المستقبل بسبب إرسال الجماعة الشيعية مقاتليها إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الاسد في قتال المسلحين من الأغلبية السنية. ووفقًا لنظام لبنان الطائفي ينبغي أن يكون الرئيس مسيحيًّا مارونيًّا، وهي الطائفة الموزعة بين قوى الثامن والرابع عشر من آذار. وكان "جعجع" المناهض للرئيس بشار الأسد أدان مرارًا تورط حزب الله العسكري في سوريا. وقضى "جعجع" أكثر من 11 عامًا في السجن لاتهامه بجرائم ارتكبت إبان الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990. ويعتبر "جعجع" زعيم الحرب الوحيد الذي سجن لدوره في الجرائم التي ارتكبت إبان الحرب، وأفرج عنه بعد أن أقر البرلمان اللبناني الذي كان يضم في عام 2005 الأغلبية المعارضة لسوريا قانون العفو.