تعاني الأغنية الكويتية قلة الأصوات المحلية الشابة، بل إن الموجود منها يعتبره البعض مجرد «فقاعات» لا تكاد تظهر حتى تنسحب سريعاً من الساحة، في ظل عدم وجود شركات إنتاج تدعمها. ويقتصر إطلاق الألبومات على ثلاثة أصوات بارزة مدعومة بالإنتاج من شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات»: عبدالله الرويشد ونبيل شعيل ونوال. وتعد الأغاني والرقص والاحتفالات من الجوانب المهمة التي اتسم بها المجتمع الكويتي القديم، وكانت الطبول والتصفيق أبرز أدوات العزف المرافقة لمعظم الأغنيات، التي عادة ما كانت تقدمها فرق نسائية في حفلات الزفاف. وكانت للبحارة الكويتيين أغنياتهم الخاصة ذات الألحان المميزة الجميلة، ومن أهمها «العرضة البحرية»، حيث يحمل البحارة الطبول والدفوف ليحتفلوا بسلامة الوصول الى برّ الأمان. وفي مقابل «العرضة البحرية» هناك «العرضة البرية»، وهي أغنية ورقصة يدور فيها الرجال في حلقة حاملين السيوف، بينما تقوم فرقة بالغناء. كذلك توجد «النهمة»، وهي أغنية يؤديها على متن السفينة مغن واحد يطلق عليه «نهام». وبرزت فنون غنائية شعبية مختلفة، مثل فن «الصوت» الذي يقدم في التجمعات الرجالية، وفن «المالد» الخاص بالمناسبات الدينية. ويعتبر الباحث والمؤرخ في المسرح والغناء الكويتي صالح الغريب، في كتاب أصدره، أن المغني والملحن سعود الراشد هو رائد تطوير الغناء الكويتي. ويقول: «سعود راشد الرباح الذي عرف باسم سعود الراشد (1922 - 1988) كان يتمتع بفرصة تختلف عمن سواه من ملحني تلك الفترة ومغنيها، فقد كان والده عازف ربابة، وشجعه على تعلم العزف والتمكن من ذلك على آلة العود حين ساعده ابن أخيه عبدالعزيز. وبذل سعود نفسه على التعلم الذاتي تهيئة لفرصة أخرى، إذ سعى الى الحصول على أسطوانات الغناء والموسيقى، بخاصة أسطوانات العزف على آلة العود لأمين المهدي ومحمد القصبجي ورياض السنباطي ليتعلم منها. وسعى أيضاً إلى أسطوانات الغناء التي حفظت لزكي مراد وسلامة حجازي وصالح عبدالحي، ليتدرب على أنماط غنائية مثل القصائد والأدوار تمريناً للصوت وتقنيات الأداء». ويضيف: «عندما انتشرت أغنيات الراشد، جعلته يتحمس لإنجاز أعمال عدة توزعت مثل البداية الأولى بين أعمال يلحنها جديدة، في أنماط السامري والصوت، والأغنية الشعبية الجديدة، إضافة إلى إعادة غناء بعض التراث الكلاسيكي كفن الصوت والموروث الشعبي من السامري وفن الخماري. ولحّن لحناجر عربية من مثل: وديع الصافي «عنك أنا ما أسلى» ونجاح سلام «أشجاني» وفايزة أحمد «مدري علامك»، وعبدالحليم حافظ «عيني ضناها السهر»، غير اللحن الشهير «يا هلي» الذي قدمه عبدالحميد السيد». وكان للأغنية الوطنية أثر بالغ في تاريخ الأغنية الكويتية، وقد تطورت لا سيما بعد الغزو العراقي للكويت، فأصبحت أكثر حضوراً في أعمال المغنين الشباب، وتعتبر من أولوياتهم للتواصل مع الجمهور وللتعبير عن حبهم لوطنهم، ونجحت في لمّ شمل الكويتيين حول قيادتهم ومواجهة الأزمات التي يمرون بها.