قتل وجرح عشرات المدنيين في قصف مناطق النظام والمعارضة في حلب شمال سورية، ما يعتبر تهديداً للهدنة التي بدأت في نهاية شباط (فبراير) الماضي، في وقت قتل 13 مدنياً بغارات على دير الزور شمال شرقي البلاد، بالتزامن مع غارات على ريف دير الزور يعتقد أنها من التحالف الدولي بقيادة أميركا. وأطلقت القوات النظامية صاروخ أرض - أرض على جنوبدمشق بالتزامن مع دخول مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد ب «مقتل ستة مدنيين على الأقل وإصابة ثمانية آخرين بجروح السبت جراء قصف للطائرات الحربية على حيي جب القبة ومشهد»، في الجزء الشرقي من المدينة الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة. كذلك، استهدفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة، وفق «المرصد»، بالقذائف وقوارير الغاز الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة، ما أسفر «عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة 20 آخرين بجروح في حيي الخالدية والاعظمية». وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن «هناك تصعيد واضح، هو الأكثر عنفاً، في مدينة حلب وريفها من الأطراف الكافة» منذ بدء الهدنة في سورية في 27 شباط الماضي. وتابع عبدالرحمن أن «الهدنة في كامل سورية باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى جراء هذا التصعيد كون لمحافظة حلب ومدينتها أهمية كبيرة وتوجد فيها كافة أطراف النزاع». وأضاف ان «حلب تمتلك مفتاح السلام والحرب في سورية». ومنذ العام 2012، تشهد حلب معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية وقوات النظام في الأحياء الغربية، وتراجعت حدة هذه المعارك مع اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي يشمل هذه المدينة. وتتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في حي جمعية الزهراء في غرب المدينة وحي صلاح الدين الذي يربط بين الجزئين. وفي محافظة حلب عموماً تتنوع الجبهات وأطراف النزاع، اذ تخوض قوات النظام معارك ضد «جبهة النصرة» والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال مدينة حلب. كما تدور معارك بين تنظيم «داعش» وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وأخرى بين التنظيم المتطرف والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في أقصى ريف حلب الشمالي. وتتقاسم قوات النظام والمتطرفون والأكراد والفصائل المقاتلة و «جبهة النصرة» السيطرة على هذه المحافظة. وبرغم أن اتفاق وقف الأعمال القتالية يستثني «جبهة النصرة» و «داعش»، إلا أن انخراط «جبهة النصرة» في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة ومشاركة الفصائل في المعارك، من شأنه أيضاً أن يهدد الهدنة. وأوضح «المرصد» أمس انه «ارتفع الى 8 بينهم 5 اطفال ثلاثة منهم شقيقات ومواطنة، عدد الشهداء الذين قضوا خلال ال 48 ساعة الماضية، جراء قصف الفصائل الاسلامية والمقاتلة وفتحها لنيران قناصتها على مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة حلب، فيما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض أطلقته قوات النظام على منطقة في حي سيف الدولة بحلب، كما نفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في بلدة العيس بريف حلب الجنوبي»، في وقت قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش». وفيما قتلت 3 مواطنات وسقط عدد من الجرحى «جراء قصف طائرات حربية لمناطق في قرية الكستن بريف جسر الشغور الغربي» وقصفت طائرات حربية مناطق في بلدة فريكة بريف جسر الشغور الغربي، أفيد بقصف قوات النظام «مناطق في بلدة المنصورة وصوامعها بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي»، وفق «المرصد». وأضاف: «ألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي» في وسط البلاد. وتابع: «قصفت قوات النظام مناطق في مدينة تلبيسة وبلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي، ترافق مع فتح قوات النظام لنيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محور أم شرشوح بريف حمص الشمالي، وسط قصف قوات النظام لمناطق الاشتباكات». في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» أنه «ارتفع إلى 13 بينهم مواطنة وطفلان على الأقل، من ضمنهم 4 لا يزالون مجهولي الهوية حتى اللحظة عدد الأشخاص الذين استشهدوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في حي الحميدية بمدينة دير الزور»، لافتاً الى سماع «دوي عدد كبير من الانفجارات في بادية البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ناجم عن قصف من طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، يستهدف مواقع وآليات لتنظيم «داعش» في ريف البوكمال». ولم ترد معلومات إلى الآن عن حجم الخسائر البشرية الناجمة عن هذا القصف، الذي تزامن مع فتح عناصر النيران نيران مضاداتهم على الطائرات المحلقة في سماء المنطقة. في الجنوب، قال «المرصد» أنه «رصد إدخال الأممالمتحدة والهلال الأحمر السوري ل 52 شاحنة تحتوي على مواد إغاثية وطبية ولوجستية، إلى بلدات عين ترما وكفربطنا وجسرين بالغوطة الشرقية»، بعد يوم من زيارة وفد دولي الى مدينة داريا في جنوب غربي البلاد. وأضاف: «أصيب عدة اشخاص من عائلة واحدة جراء انفجار لغم زرع بوقت سابق في منطقة الضمير، فيما ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في مدينة الضمير، وسط استمرار قصف قوات النظام لمناطق في المدينة، بينما تستمر الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر في منطقة القلمون الشرقي، وسط معلومات عن تقدم لقوات النظام واستعادة سيطرتها على نقاط في معمل اسمنت البادية واستراحة الصفا ونقاط أخرى في المنطقة وفي محيط منطقة مطار السين ومثلث تدمر - الأردن - بغداد، كذلك تعرضت أماكن في بلدتي النشابية وحزرما ومنطقتي بالا والمرج بالغوطة الشرقية، لقصف عنيف ومكثف من قبل قوات النظام». ويعتبر إدخال المساعدات الى دوما وداريا وحرستا المحاصرة من النظام من مطالب الأممالمتحدة والمعارضة لتوفير شروط جيدة لمفاوضات جنيف. وقال «المرصد» أن المعارك استمرت بين «داعش» من طرف، و «جبهة النصرة» من طرف آخر في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، تزامنت مع سقوط قذائف على مناطق في المخيم، وسط سقوط صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض - أرض أطلقتهما قوات النظام على منطقة سوق الصاغة بمخيم اليرموك، بينما استهدفت قوات النظام بالقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة مناطق في حي التضامن جنوب العاصمة.