سيطرت قوات النظام السوري أمس على مزيد من الأحياء في بلدة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي، فيما شن تنظيم «داعش» هجوماً جديداً على الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في مدينة دير الزور في شرق البلاد، محاولاً استكمال بسط نفوذه على آخر نقاط تمركز النظام في هذه المحافظة الغنية بالنفط على الحدود مع العراق شرقاً. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) أن «الاشتباكات العنيفة تستمر بين قوات النظام مدعمة بضباط إيرانيين وضباط من حزب الله اللبناني بالإضافة إلى مسلحين موالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى في بلدة الشيخ مسكين وأطرافها، ما أدى إلى استشهاد مقاتلين اثنين من الفصائل المقاتلة وسط تقدم جديد لقوات النظام في الحي الشمالي الغربي وأجزاء أخرى من البلدة». وأضاف أن تقدم النظام جاء مترافقاً مع تنفيذ طائرات حربية ما لا يقل عن 25 غارة على البلدة وأطرافها منذ صباح الاثنين. وأفادت وكالة «مسار برس» المعارضة، من جهتها، أن قوات النظام سيطرت على مبنى «السيريتل» والمدرسة الزهرية في الحي الشرقي للشيخ مسكين. في المقابل، أوردت وسائل إعلام موالية للنظام أن الجيش السوري وحلفاءه باتوا يسيطرون على 90 في المئة من الشيخ مسكين. وفي شرق البلاد، قال المرصد إن قوات النظام نفّذت حملة دهم لمنازل مواطنين في حيي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرتها في مدينة دير الزور وأوقفت عدداً من الشبان، مشيراً إلى «استشهاد طفل متأثراً بجروح أصيب بها جراء قصف للطائرات الحربية (قبل يومين) على مناطق في بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي». وتابع المرصد أن عنصراً من تنظيم «داعش» فجّر عربة مفخخة في الأطراف الغربية لمدينة دير الزور، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في جمعية الرواد وأطراف حي البغيلية بالقسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور. وأوضح أن تفجير العربة المفخخة أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، أما شبكة «شام» الإخبارية المعارضة فأشارت إلى «اشتباكات عنيفة جداً» تدور منذ الصباح في أطراف قرية البغيلية شمال مدينة دير الزور، مضيفة أن «انتحارياً» من تنظيم «داعش» استهدف فندق «فرات الشام أحد معاقل قوات الأسد بسيارة مفخخة». وأفادت مواقع معارضة أن «داعش» يحاول استكمال سيطرته على أحياء النظام في دير الزور ومحيطها. ولفت المرصد، في غضون ذلك، إلى معلومات عن إلقاء طائرة شحن ترافقها طائرات حربية شحنة سقطت بواسطة مظلات على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور، وهو أمر تكرر أكثر من مرة في الأيام الماضية. وفي محافظة حلب بشمال البلاد، أفاد المرصد أن انفجاراً عنيفاً هزَّ حي السكري في مدينة حلب تبيّن أنه ناجم عن تفجير شخص لنفسه بصهريج وقود مفخخ في «المربع الأمني» ل «حركة أحرار الشام الإسلامية» في الحي. وتابع أن هذا الشخص «اقتحم الحاجز المتموضع عند مدخل المربع الأمني، وفجّر نفسه والعربة داخل هذا المربع، ما أسفر عن تدمير 3 بنايات، واستشهاد 23 شخصاً بينهم 19 مقاتلاً من الحركة، بالإضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجروح». وتابع المرصد أن طائرات حربية يُرجّح أنها روسية قصفت مناطق في بلدة تل رفعت والطريق الواصل بين مسقان وكفر ناصح بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى سقوط جرحى في بلدة تل رفعت. وتحدث المرصد أيضاً عن اشتباكات بين «داعش» من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات إيرانية وآسيوية من طرف آخر، في محيط قرى عيشة وتل حطابات وقطر بريف حلب الشرقي، كما دارت اشتباكات أخرى في محيط بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي وبالقرب من أوتوستراد دمشق - حلب الدولي وبمحيط حي الراشدين الخامس غرب حلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، وجبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى.