قتل 35 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة خلال 24 ساعة من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في ريف حلب الجنوبي في شمال سورية وسط شن الطيران السوري والروسي اكثر من 40 غارة، فيما شن التحالف الدولي ما لا يقل عن 22 غارة على ريف حلب الشمالي دعماً لفصائل معارضة ودعماً لمعاركها ضد «داعش» قرب حدود تركيا. واستمرت معارك كر وفر في ريف اللاذقية شمال غربي البلاد بعد هجوم شنه مقاتلو المعارضة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن الطيران المروحي «قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في طريق الكاستيلو وأطراف مخيم حندرات ومحيط حي الحيدرية شمال مدينة حلب». وأشار الى «معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها و «حزب الله» اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها جبهة النصرة من جهة أخرى، على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي». وأضاف ان «19 مقاتلاً على الأقل من الفصائل قتلوا جراء القصف والاشتباكات في ال 24 ساعة الفائتة مقابل 16 آخرين على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «الاشتباكات جاءت إثر هجوم شنته الفصائل المقاتلة وعلى رأسها جبهة النصرة في محاولة للاستيلاء على مناطق في ريف حلب الجنوبي أبرزها بلدتا خان طومان والحاضر، كانت قوات النظام قد استعادت السيطرة عليها بدعم جوي روسي» قبل نهاية العام. وشنت قوات النظام هجوماً واسعاً في ريف حلب الجنوبي في شهر تشرين الأول (اكتوبر)، وتمكنت من التقدم والسيطرة على قرى وبلدات بدعم جوي من موسكو التي باشرت حملة جوية مساندة لدمشق في 30 ايلول (سبتمبر). ويسري في سورية منذ 27 شباط (فبراير) وقف للأعمال القتالية في مناطق عدة بموجب اتفاق روسي - أميركي تدعمه الأممالمتحدة. ويستثني الاتفاق مناطق سيطرة تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة». ورغم استثناء «جبهة النصرة» من الاتفاق، يؤكد عبدالرحمن أن مناطق سيطرتها في ريف حلب الجنوبي شهدت هدوءاً متقطعاً منذ سريان الهدنة. وكان «المرصد» أشار الى ان «المعارك العنيفة متواصلة بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محاور عدة بريف حلب الجنوبي، ترافق مع تفجير مقاتل من جبهة النصرة نفسه بعربة مفخخة استهدفت تمركزات لقوات النظام في المنطقة، بالتزامن مع قصف جوي مكثف ومن قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، وسط تقدم الفصائل وسيطرتها على تل الزيتون وتل الربيع وتحقيقها تقدماً واسعاً في منطقتي زيتان وبرنة بريف حلب الجنوبي، ومعلومات مؤكدة عن سيطرة الفصائل على أجزاء واسعة من قرية القلعجية بريف حلب الجنوبي، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، فيما تمكنت الفصائل من أسر عنصرين اثنين من المسلحين الموالين لقوات النظام من جنسيات غير سورية في ريف حلب الجنوبي». وتابع: «ارتفع إلى نحو 40 عدد الضربات الجوية التي نفذها الطيران الحربي السوري والروسي على أماكن في مناطق الكلارية والراشدين والطريق الدولي حلب - دمشق وبلدات الزربة وكفرناها وخان العسل وقرية كفرجوم بريفي حلب الغربي والجنوبي، ما أسفر عن أضرار مادية بممتلكات مواطنين، فيما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل بمدينة حلب. واستهدفت «قوات النظام مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي على مناطق في مدينة الباب وبلدة تادف بريف حلب الشمالي الغربي، ما أدى الى استشهاد 4 اشخاص إضافة الى إصابة آخرين بجراح، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدة حيان بريف حلب الشمالي»، وفق «المرصد». وواصلت الفصائل المقاتلة وبينها «فيلق الشام» و «حركة أحرار الشام» استهداف حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في مدينة حلب، فيما لا يزال اتفاق وقف الاعمال القتالية صامداً في بقية احياء المدينة. ووفق «المرصد»، تستهدف الفصائل المقاتلة حي الشيخ مقصود منذ هجوم قوات النظام الواسع في ريف حلب الشمالي في شباط الماضي والذي استغله المقاتلون الاكراد للتقدم في المنطقة وسيطروا على بلدات مهمة. وأعلنت «غرفة عمليات حلب» التي تضم الفصائل المقاتلة في المدينة، أول من أمس وفق «المرصد» استعدادها «لتأمين إخلاء وعبور آمن لأهلنا من سكان حي الشيخ مقصود والتعهد بتأمين وصول آمن إلى مناطق خالية من الاشتباكات» بعد اتهامها وحدات حماية الشعب الكردية باستخدام المدنيين «كدروع بشرية». وقتل العشرات من السكان جراء استهداف الحي في الأسابيع الأخيرة، كان آخرهم الأربعاء الماضي حين قتل 16 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال جراء قذائف اطلقتها الفصائل. معارك المعارضة و «داعش» وعلى صعيد المعارك بين فصائل معارضة و «داعش» في ريف حلب، قال «المرصد» ان قاذفات حربية «يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، نفذت ما لا يقل عن 22 ضربة جوية على مناطق في قريتي غزل وبراغيدة بريف حلب الشمالي والخاضعتين لسيطرة تنظيم «داعش»، ترافق مع استمرار الاشتباكات بين التنظيم من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى، في ريف حلب الشمالي، ومعلومات عن سيطرة التنظيم على قريتين جديدتين في المنطقة». وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «الثوار استعادوا السيطرة على قرى جارز وبراغيدة ويحمول وتل حسين في ريف حلب الشمالي بعد أن سيطر تنظيم الدولة عليها لساعات عدة». وأوضحت ان «التنظيم شن هجوماً مباغتاً وسيطر على قرى عدة، بينها الشيخ ريح والبل وبراغيدة ويحمول وجارز وتل حسين، قبل أن يستعيد الثوار زمام المبادرة ويسترجعوا 3 قرى، وسط استمرار للمعارك». وكانت «الفصائل الثورية» سيطرت خلال الأيام الماضية على قرى عدة في ريف حلب الشمالي، أهمها وأكبرها بلدة الراعي بالقرب من الحدود التركية. ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو اقتراحه خطة بديلة عن التدخل العسكري المباشر لبلاده في سورية. وقال في مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات المحلية التركية: «بدلاً من دخول جيشنا الأراضي السورية، من الممكن نقل قوات تابعة للجيش السوري الحر، من مناطق شمال غربي البلاد، التي توقفت فيها الاشتباكات، إلى أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم داعش»، وفق وكالة «الأناضول». وتابع أن بلاده ستستمر في دعم الفصائل المقاتلة «برّاً وجوّاً من حدودنا، ونمتلك الإمكانات لذلك، وبهذه الطريقة يمكننا ضمان تطهير المنطقة من تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن «دخول قوات من الجيش التركي أو الأميركي إلى سورية لم يطرح في أجندتنا» خلال اللقاءات الثنائية مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن. وشدَّد جاويش أوغلو، على ضرورة «تطهير» مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي من قبضة التنظيم وإقامة «منطقة آمنة»، لحماية المدنيين السوريين على الحدود. وأفاد «مركز حلب الإعلامي» بأن «الثوار دمروا دبابة وعربة «بي ام بي» وعن مقتل 25 عنصراً من قوات النظام خلال صد محاولتهم اقتحام طريق دمشق - حمص الدولي». في ريف ادلب المجاور، قال «المرصد»: «قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية، فيما استشهد مقاتلان اثنان في فصيل مقاتل من بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي، خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف حلب الجنوبي. وجددت قوات النظام قصفها مناطق في ريفي جسر الشغور الجنوبي والغربي بريف إدلب الغربي، من دون انباء عن إصابات، فيما استشهد مواطن متأثراً بجروح أصيب بها جراء قصف طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة خان السبل بريف إدلب في وقت سابق». وفي ريف اللاذقية، قال «المرصد» ان «الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة ومقاتلين قوقاز وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف آخر، في محاور عدة بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي ضمن معركة اطلق عليها الأخير اسم «وادخلوا عليهم الباب» وتقدمه وسيطرته على تلتي ابو علي والبيضا». وأشارت «الدرر»، من جهتها، الى ان «الثوار سيطروا على تلة أبو علي الإستراتيجية في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية»، لافتة الى ان «التلة تطل على تلة أخرى مهمة وهي برج البيضا التي تعتبر خط دفاع مهماً عن آخِر القرى الواقعة تحت سيطرة الثوار في المنطقة». وكانت المعارضة خسرت معظم مواقعها في جبلي الأكراد والتركمان بعد تدخُّل الطيران والقوات الروسية لمصلحة القوات النظامية. في شمال شرقي البلاد، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر في أطراف حي الحويقة بمدينة دير الزور، بينما قتل عنصر في التنظيم من محافظة درعا خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في حي الصناعة بمدينة دير الزور، وفق «المرصد».